وَيُهِلُّ أَهْلُ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَيُهِلُّ أَهْلُ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ». وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ وَيَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ «وَيُهِلُّ أَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ». وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ لَمْ أَفْقَهْ هَذِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
ــ
الإهلال وهو رفع الصوت بالتلبية والمقصود منه السؤعن موضع الاحرام أي الميقات المكاني قوله) ذي الحليفة (بضم المهملة وفتح اللام وتصغير الخلفة باللام المفتوحة كالقصبة وهي شيء ينبت في الماء جمعها حلفاء وهو موضع على عشرة مراحل من مكة قال الرافعي على ميل من المدينة قال النووي على سنة أميال. قوله) ويهل (أي يحرم أهل الشام أي الإقليم المعروف وهو من العريش إلى الفرات ومن أيله إلى بحر الروم ومر مباحثه في قصة هرقل و) الجحفة (بضم الجيم وسكون الحاء المهملة موضع بين مكة والمدينة من الجانب الشامي يحاذي ذا الخليفة وفتح التحتانية فأجحف السيل بأهلها أي أذهبهم فسميت جحفة وهي على ستة أو سبعة مراحل من مكة، النووي على ثلاثة مراحل منها وهي قريبة من البحر وكانت قرية كبيرة، قوله) نجد (هو من بلاد العرب وهو ما ارتفع من ارض تهامة إلى ارض العراق مر في باب الزكاة من الإسلام وقرن بفتح القاف وإسكان الراء جبل مدور أملس كأنه بيضة معلل على عرفات قالوا غلط الجوهري في صحاحه غلطين فقاله بفتح الراء وزعم أن اويسا القرني منسوب إليه والصواب سكون الراء وان أويسا منسوب إلى قبيلة يقال لهم بنو قرن وهو على نحو مرحلتين من مكة واقرب المواقيت إليها قوله) وقال ابن عمر (هو عطف على لفظ عن عبد الله عطفا من جهة المعنى كأنه قال نافع قال عبد الله وقال ويزعمون ويحتمل احتمالا بعيدا أن يكون تعليقا من البخاري وهكذا حكم وكان ابن عمر فان قلت الواو في ويزعمون للعطف فما المعطوف عليه. قلت هو عطف على مقدر وهو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ولابد من هذا التقدير لان الواو لا تدخل بين القول والمقول والزعم إما أن يراد به القول المحقق أو المعنى المشهور له، قوله) اليمن (هي البلاد المشهورة و) يلملم (بفتح التحتانية واللامين جبل من جبال تهامة على مرحلتين من مكة ويقال الملم بقلب الياء همزة، قوله) لم افقه (أي لم افهم ولم اعرف) هذه (أي هذه المقالة وهي ويهل أهل اليمن من يلملم قال الرافعي اليمن يشتمل على نجد وتهامة وكذلك الحجاز وإذا أطلق ذكر نجد المراد نجد الحجاز وميقات