أي الذي يوزن به في القيامة أعمال العباد وفي كيفيته أقوال والأصح أنه جسم محسوس ذو لسان وكفين والله تعالى يجعل الأعمال كالأعيان بوزنه أو بوزن صحف الأعمال وفيه إثبات الميزان وفيه صفة المقابلة بين الخفة والثقل والمقصود أنه عمل يسير وله ثواب كثير وفيه جواز السجع وما نهى عنه فهو ما كان مثل سجع الكهان في كونه متكلفا ومتضمنا لباطل و (الحبيبة) المحبوبة قال حبب فلان إلى هذا الشيء أي جعله محبوبا والمراد هاهنا محبوبية قائلهما ومحبة الله للعبد إرادة إيصال الخير له والتكريم، فإن قلت التفعيل لا سيما إذا كان بموصوفه مذكورا معه يستوي فيه المذكر والمؤنث فما وجه لحوق علامة التأنيث قلت التسوية بينهما جائزة لا واجبة أو وجوبها في المفرد لافي المثنى أو أنثها لمناسبة الخفيفة والثقيلة لأنهما بمعنى الفاعلة لا المفعولة أو هذه التاء هي لنقل اللفظ من الوصفية إلى الاسمية، فإن قلت لم خصص لفظ الرحمن من بين سائر الأسماء الحسنى قلت لأن المقصود من الحديث بيان سعة رحمة الله تعالى على عباده حيث يجازي على العمل القليل بالثواب الكثير، قوله (سبحان) مصدر لازم النصب بإضمار الفعل وهو علم للتسبيح والعلم على نوعين علم شخصي وعلم جنسي ثم إنه تارة يكون للعين وأخرى للمعنى فهذا من العلم الجنسي الذي للمعنى، فإن قلت قالوا لفظ سبحان واجب الإضافة فكيف الجمع بين العلمية والإضافة قلت ينكر ثم يضاف كما قال الشاعر:
علا زيدنا يوم النقا رأس زيدكم ... بأبيض ماضي الشفرتين يماني
فإن قلت ما معنى التسبيح قلت التنزيه يعني أنزه تنزيها عمالا يليق به تعالى، فإن قلت و (بحمده) معطوف فما المعطوف عليه قلت الواو للحال تقديره وسبحت الله متلبسا بحمدي له من أجل توفيقه لي للتسبيح ونحوه ويحتمل أن يكون الحمد مضافا إلى الفاعل والمراد من الحمد لازمه مجازا وهو ما يوجب الحمد من التوفيق ونحوه أو لعطف الجملة على الجملة نحو التبست بحمده، فإن قلت ما الحمد قلت له تعريفات والمختار أنه الثناء على الجميل الاختياري على وجه التعظيم وأعلم أن لله تعالى صفات عدمية مثل أنه لا شريك له ولا جهة له ولا مثل له وسائر التنزيهات وتسمى بصفات الجلال وصفات وجودية مثل العلم والقدرة ونحوهما وتسمى بصفات الإكرام اقتباسا من قوله تعالى «ذو الجلال والإكرام»