سائر الأوقات التي كان يوحى اليه في منامه في تضاعيف أيام حياته أقول لا يلزم لأن تلك الأوقات منغمرة في أوقات الوحي الذي في اليقظة والاعتبار للغالب بخلاف تلك الأشهر الستة فإنها منحصرة بالوحي المنامي وقال معنى الحديث تحقيق أمر الرؤيا وأنها مما كان الأنبياء يثبتونه وكان جزءا من أجزاء العلم الذي كان يأتيهم. قال القاضي عياض: في بعض الروايات تسعة وأربعين وفي بعضها سبعين وفي بعضها خمسين فقيل هذا الاختلاف يرجع إلى اختلاف حال الرائي فللصالح مثلا جزء من ستة وأربعين وللفاسق جزء من سبعين وما بينهما لمن بينهما. قوله (ثابت) أي البناني بضم الموحدة وخفة النونين و (حميد) بالضم الطويل و (إسحاق) ابن عبد الله بن أبي طلحة و (شعيب) ابن أبي الحبحاب بالمهملتين وسكون الموحدة الأولى البصري. قوله (يحي بن قزعة) بالقاف والزاي والمهملة المفتوحات و (إبراهيم ابن حمزة) بالمهملة والزاي أبو إسحاق القرشي و (عبد العزيز) ابن أبي حازم بالمهملة والزاي و (الدراوردي) بفتح المهملة والراء والواو وبسكون الراء وبالمهملة اسمه عبد العزيز و (يزيد) بالزاي ابن الهاد مر آنفا وقال بعضهم معنى الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قد خص بطرق من العلم لم تحصل لغيره فالمراد أن الرؤيا نسبتها مما حصل له جزء من ستة وأربعين جزءًا, قال ابن بطال: فان قيل ما معنى الرؤيا جزء من النبوة قلنا إن لفظ النبوة مأخوذ من الأنباء أي الرؤيا أنباء صدق من الله لا كذب فيه كالنبوة فان قيل ما التلفيق بين الروايات في أنها جزء من ستة وأربعين أو جزء من سبعين ونحوهما قلنا الرؤيا قسمان جلية ظاهرة كمن رأى يسافر فسافر في اليقظة و (خفية) بعيدة التأويل وإذا قلت الأجزاء كانت