للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دُووِىَ جُرْحُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ مَا بَقِىَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّى، كَانَ عَلِىٌّ يَجِىءُ بِتُرْسِهِ فِيهِ مَاءٌ، وَفَاطِمَةُ تَغْسِلُ عَنْ وَجْهِهِ الدَّمَ، فَأُخِذَ حَصِيرٌ فَأُحْرِقَ فَحُشِىَ بِهِ جُرْحُهُ

ــ

وثمانون حديثاً ذكر البخاري منها تسعة وثلاثين مات سنة إحدى وتسعين وهو ابن مائة سنة وهو آخر من مات من الصحابة بالمدينة. قوله (سأله الناس) وفي بعضها وسألوه الناس على لغة أكلوني البراغيث (وما بيني) أي قال أبو حازم وما بيني وبين سهل أحد عند السؤال منه وهي جملة معترضة لا محل لها من الإعراب أو جملة حالية كالجملة السابقة وذو الحال إما مفعول سأل فيكونان حالين متداخلين وإما مفعول سمع فيكونان حالين مترادفين. قوله (دووي) في أكثر النسخ واوين مجهول الماضي من المداواة وفي بعضها دوى بواو واحدة فيكون أحد الواوين محذوفاً كما حذف من داود في الخط (وجرح النبي صَلَّى الله عليه وسلّم) أي الذي وقع في غزوة أحد من شج رأسه وجراحة وجهه. قوله ٠أعلم) مرفوع بأنه صفة أحد أو منصوب بأنه حال. فإن قلت غرضه من هذا التركيب أنه أعلم الناس به لكنه لا ...... منه انتفاء المساوي إذ لا ينفي لمساواة غيره له فيه. قلت مثله لا يستعمل بحسب العرف إلا عند انتفاء المساوي أيضاً وذلك ظاهر لمن تتبع كلامهم. قوله (فخشي) هو بصيغة المجهول وكذلك أحد وأحرق (وبه) أي بالحصير المحرق أي برماده وذلك لما فيه من الاستمساك للدم. فإن قلت ما وجه تعلق الباب بكتاب الوضوء. قلت إن كانت النسخة كتاب الطهارة بدل كتاب الوضوء فلا خفاء فيه وإلا فالمراد بالوضوء إما معناه اللغوي وهو مأخوذ من الوضاءة وهي الحسن والنظافة فيتناول رفع الحديث أيضاً أو معناه الاصطلاحي فيكون ذكر الطهارة من الخبث في هذا الكتاب بالتبعية لطهارة الحدث والمناسبة بينهما كونهما من شرائط الصلاة ومن باب النظافة وغير ذلك والأمر في مثله سهل جداً قال ابن بطال وفيه دليل على جواز مباشرة المرأة أباها وذوي محارمها ومداواة أمراضهم ولذلك قال أبو العالية لأهله امسحوا على رجلي فإنها مريضة ولم يخص بعضهم دون بعض بل عمهم جميعاً وفيه إباحة التداوي لأن النبي صَلَّى الله عليه وسلّم داوى جرحه قال النووي وفيه وقوع الابتلاء والأسقام بالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم لينالوا جزيل الأجر ولتعرف أممهم وغيرهم ما أصابهم ويتأسوا بهم وليعلم أنهم من البشر تصيبهم محن الدنيا ويطرأ على أجسامهم ما يطرأ على أجسام البشر ليتيقنوا أنهم مخلوقون

<<  <  ج: ص:  >  >>