للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لِقَوْلِهِ تَعَالَى {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ} غُمَّةٌ هَمٌّ وَضِيقٌ قَالَ مُجَاهِدٌ اقْضُوا إِلَيَّ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ يُقَالُ افْرُقْ اقْضِ وَقَالَ مُجَاهِدٌ {وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} إِنْسَانٌ يَاتِيهِ فَيَسْتَمِعُ مَا يَقُولُ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ فَهُوَ آمِنٌ حَتَّى يَاتِيَهُ فَيَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ وَحَتَّى

ــ

أي مفرد الأعراب وهم جيل من العرب يسكنون البوادي لا زرع لهم ولا استنبات {باب ذكر الله بالأمر وذكر العباد بالدعاء والتضرع والرسالة والإبلاغ} قوله {بالأمر} ذكر الله عباده بأن يأمرهم بالطاعات وذكر العباد له بان يدعوه ويتضرعوا إليه ويبلغوا رسالته إلى الخلائق يعني المراد بذكرهم الكمال لأنفسهم والتكميل للغير وقال بعضهم الباء في لفظ الأمر بمعنى مع. قوله {غمة} أي ما في بقية الآية وهي قوله تعالى {فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليه غمة ثم اقضوا إليّ ولا تنظرون} ففسر الغمة بالهم والضيق وفسر مجاهد اقضوا باعملوا أي ما في انفسكم من إهلاكي ونحوه من سائر الشرور وقال معنى الآية فافرق فاقض يعني أظهر الأمر وأفصله وميزه بحيث لا يبقى غمة او لا تبقى شبهة وسترة وكتمان ثم اقض بالقتل ظاهرا مكشوفا ولا تمهلوني بعد ذلك وفي بعضها فقال افرق فاقض فلا يكون مسندا إلى مجاهد والمقصود من ذكر هذه الآية في الباب أن النبي صلى الله عليه وسلم مذكور بأنه أمر بالتلاوة على أمته والتبليغ إليهم وأن نوحا كان يذكرهم بآيات الله تعالى وأحكامه كما كان المقصود بالباب في هذا الكتاب بيان كونه تعالى ذاكرا ومذكورا بمعنى الأمر والدعاء قوله {إنسان} أي مشرك وحيث جاء تفسير للمأمن يعني إن اراد مشرك سماع كلام الله تعالى فاعرض عليه القرآن

<<  <  ج: ص:  >  >>