للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فَقُرِّبَ إِلَيْهِ الطَّعَامُ فِيهِ لَحْمُ دَجَاجٍ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللَّهِ كَأَنَّهُ مِنْ الْمَوَالِي فَدَعَاهُ إِلَيْهِ فَقَالَ إِنِّي رَأَيْتُهُ يَاكُلُ شَيْئًا فَقَذِرْتُهُ فَحَلَفْتُ لَا آكُلُهُ فَقَالَ هَلُمَّ فَلْأُحَدِّثْكَ عَنْ ذَاكَ إِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنْ الْأَشْعَرِيِّينَ نَسْتَحْمِلُهُ قَالَ وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ وَمَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ فَأُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَهْبِ إِبِلٍ فَسَأَلَ عَنَّا فَقَالَ أَيْنَ النَّفَرُ الْأَشْعَرِيُّونَ فَأَمَرَ لَنَا بِخَمْسِ ذَوْدٍ غُرِّ الذُّرَى ثُمَّ انْطَلَقْنَا قُلْنَا مَا صَنَعْنَا حَلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا يَحْمِلَنَا وَمَا عِنْدَهُ مَا يَحْمِلُنَا ثُمَّ حَمَلَنَا تَغَفَّلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمِينَهُ وَاللَّهِ لَا نُفْلِحُ أَبَدًا فَرَجَعْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا لَهُ فَقَالَ لَسْتُ أَنَا أَحْمِلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَمَلَكُمْ وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا

ــ

ياء النسبة و {بنو تيم الله} بفتح الفوقانية وإسكان التحتانية قبيلة و {شيئا} أي من النجاسة و {قذرته} بكسر الذال المعجمة و {فلأحدثك} أي فو الله لأحدثك ولأحدثنك و {نستحمله} أي نسأل منه أن يحملنا و {النهب} الغنيمة و {الذود} بفتح المعجمة من الإبل ما بين الثلاث غلى العشر و {الذرى} جمع الذروة وهي أعلا كل شيء أي ذوا الأسنمة البيض أي من سمنهن وكثرة شحومهن قوله {حملكم} يحتمل وجوها أن يريد به إزالة المنة عنهم وإضافة النعمة إلى الله تعالى أو أنه نسي وفعله يضاف إلى الله تعالى كما جاء في الصائم إذا أكل ناسيا فإن الله أطعمه أو أن الله تعالى حين ساق هذه الغنيمة إليهم فهو أعطاهم أو نظرا إلى الحقيقة فإن الله خالق كل الأفعال و {تغفلنا} أي طلبنا غفلته وكنا سبب ذهوله عن الحال التي وقعت و {تحللتها} من التحلل وهوالتفصي عن عهدة اليمين والخروج عن حرمتها إلى ما يحل له منها بالكفارة ويحتمل أن يكون هذا جوابا آخر والجواب الأول إني لا أحملكم

<<  <  ج: ص:  >  >>