و {الجني} مفرد الجن أي يختلسها الجني من أخبار و {يقرها} وفي أكثرها يقرقرها وقره إذا صب فيه الماء وقر إذا صوت و {قرت الدجاجة} إذا قطعت صوتها وقر الكلام في أذنه وأقره إذا ساره وصبه فيه و {القرقرة} صوت الحمام و {الدجاجة} بفتح الدال وكسرها وفي بعضها الزجاجة بالزاي الخطابي: غرضه صلى الله عليه وسلم نفي ما يتعاطونه من علم الغيب أي ليس قولهم بشيء صحيح يعتمد عليه كما يعتمد على أخبار الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. قال والصواب الزجاجة ليلائم معنى القارورة التي في الحديث الآخر وقد بين صلى الله عليه وسلم أن إصابة الكهان أحيانا إنما هو لأن الجني يلقي إليه الكلمة التي يسمعها استراقا فيزيد إليها الأكاذيب يقيسها عليها و {الكهان} قوم لهم أذهان حارة ونفوس شريرة وطباع نارية فالشياطين يلقون الكلمة المسترقة إليهم لما بينهما من المناسبة مر الحديث في آخر كتاب الأدب فن قلت ما وجه موافقته للترجمة قلت وجهه مشابهة الكاهن بالمنافق من حيث أنه لا ينتفع بالكلمة الصادقة لغلبة الكذب ولفساد حاله كما لا ينفع المنافق بقراءته لفساد عقيدته وانضمام خبثه إليها. قال بعضهم القرقرة الوضع في الأذن بالصوت والقر الوضع فيها بدون الصوت فالروايتان مشعرتان بأن الوضع في أذن الكهان تارة بلا صوت وأخرى به وإضافة القرقرة إلى الدجاجة إضافة إلى الفاعل وإلى الزجاجة إلى المفعول فيه نحو مكر الليل. قوله {أبو النعمان} بالضم محمد بن الفضل بالمعجمة المشهور بعارم بالمهملة وكسر الراء و {مهدي} ابن ميمون الأزدي و {محمد بن سيرين} المحدث الزاهد المعبر و {معبد} بفتح الميم والموحدة وسكون المهملة بينهما إخوة والأربعة بصريون و {أبو سعيد} اسمه سعد الخدري بضم المعجمة وإسكان المهملة، قوله {قبل} بكسر القاف الجهة و {المشرق} أي مشرق المدينة الطيبة على صاحبها أفضل الصلاة