للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المقدورات إلى غير ذلك وإلا لم يكن عظيما مطلقا وأما تكرار التسبيح فللإشعار بتنزيهه على الإطلاق وبأن التسبيح ليس إلا ملتبسا بالحمد ليعلم أن الكمال له نفيا وإثباتا معا جميعا أو لأن الاعتناء بشأن التنزيه أكثر من الاعتناء بالتحميد لكثرة المخالفين فيه قال تعالى {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم به مشركون} ولهذا ورد في القرآن بعبارات مختلفة جاء بلفظ المصدر {سبحان الذي أسرى بعبده} وبالماضي {سبح لله ما في السموات} وبالمضارع {يسبح لله} وبالأمر {سبح اسم ربك الأعلى} أو لأن التنزيهات مما تدركه عقولنا بخلاف كمالاته فإنها قاصرة عن إدراك حقيقتها كما قال بعض المتكلمين وفي الجملة هذا الكلام من جوامع الكلم وفيه امتثال لقوله تعالى {فسبح بحمد ربك} وتأويل له ولما كان ذلك مندوبا إليه عند أواخر المجالس جعل البخاري رحمه الله تعالى كتابه كمجلس علم فختم به. فإن قلت تقدم في أول كتاب التوحيد عند بيان ترتيب الأبواب أن الختم بمباحث كلام الله تعالى لأنه مدار الوحي وبه ثبتت الشرائع ولهذا افتتح ببدء الوحي والانتهاء إلى ما منه الابتداء قلت نعم الختم بها وذكر هذا الباب هنا ليس مقصودا بالذات بل هو لإرادة أن يكون آخر كلامه تسبيحا وتحميدا كما أنه ذكر حديث النية في أوله إرادة لبيان إخلاصه فيه وفيه الإشعار بما كان مؤلفه في حالتيه أولا وآخرا وظاهرا وباطنا تقبل الله منه مجازيا له عن الإسلام والمسلمين خيرا ثم خيرا ثم خيرا. ونحن أيضا نختم الكلام في هذا الشرح المبارك بسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.

فرغ مؤلفه الإمام العلامة شمس الدين محمد بن يوسف بن علي بن محمد بن سعيد الكرماني تقبل الله منه من تأليفه في شوال سنة خمس وسبعين وسبعمائة شكر الله له سعيه ورحمه.


وقد كان ختام هذا الطبع، ونهاية هذا الصنع، على نفقة ملتزمة حضرة عبد الرحمن افندي محمد بمطبعته البهية المصرية في اليوم السابع من ذي الحجة من سنة ست وخمسين وثلاثمائة وألف، من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>