بعث الكتاب إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى هرقل وذلك في آخر سنة ست من الهجرة. قوله:(بصرى) بالموحدة على صيغة فعلى أفعل هي مدينة بحوران بفتح الحاء المهملة وبالراء مشهورة ذات قلعة وهي قريبة من طرف العمارة والبرية التي بين الشام والحجاز ويجاد فيها عمل السيف. قوله:•عبد الله) إنما ذكره تعريضا لبطلان ما يقوله: النصارى من أن المسيح هو ابن الله لأن حكم الرسل كلهم واحد من كونهم عباد الله وقدم ذكره على رسول الله ليصير من باب الترقي وفي بعض الروايات من محمد بن عبد الله رسول الله الله. قوله:(على هرقل عظيم الروم) ولم يقل إلى هرقل ملك الروم لانه معزول عن الملك بحكم دين الإسلام ولا سلطنة لأحد إلا من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل إلى هرقل فقط ليكون فيه نوع من الملاطفة وقال عظيم الروم أي الذي يعظمه وقد أمر بتليين القول لمن يدعى إلى الاسلام فقال ((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)) قوله: ((سلام على من اتبع الهدى)) لم يقل سلام عليك إذالكافر لا سلامة له لأنه مخزى في الدنيا بالحرب والقتل والسبي وفي الىخرة معذب بالعذاب الأبدي وفيه إشعار