زيد البصري و (عبيد الله) بلفظ التصغير (ابن أبي بكر عن أنس بن مالك) أبو معاذ الأنصاري روى عن جده أنس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم تقدم في أول كتاب الإيمان والرجال كلهم بصريون، قوله (يا رب) بحذف ياء المتكلم وفي مثله يجوز فيه يا ربي ويا رب ويا ربا وبالهاء وفقاً و (نطفة) بالنصب أي جعلت أنا ألمي نطفة في الرحم أوصار نطفة أو خلقت ألت نطفة وبالرفع خبر مبتدأ محذوف أي هذه نطفة (والعلقة) بفتح اللام قطعة الدم الجامدة (والمضغة) اللحمة الصغيرة قدر ما يمضغ، فإن قلت كيف يكون الشيء الواحد نطفة علقة مضغة، قلت هذه الأخبار الثلاثة تصدر من الملك في أوقات متعددة لا في وقت واحد، فإن قلت الخبر فائدته إعلام المخاطب بمضمونه أو إعلامه بعلم المتكلم به ويسمى الأول فائدة الخبر والثاني لازم فائدة الخبر ولا يتصوران هنا لأن الله علام الغيوب، قلت ذلك إذا كان الكلام وارداً على مقتضى الظاهر وأما إذا عدل عن الظهر فلا يلزم أحدهما كما في قوله تعالى حكاية عن أم مريم (رب إني وضعتها أنثى) والغرض من الإخبار فيما نحن فيه التماس إتمام خلقه والدعاء بإفاضة الصورة الكاملة عليه أو الاستعلام من ذلك ونحوهما. قوله (فإذا أراد) أي الله سبحانه وتعالى (أن يقضي خلقه) أي يتم خلقه وجاء القضاء بمعنى الفراغ أيضاً (قال الملك أذكر هو أم أنثى) فإن قلت ذكر مبتدأ أو خبر، قلت مبتدأ وقد يخصص بثبوت أحدهما إذ السؤال فيه عن التعين فصلح للابتداء به وفي بعضها ذكراً بالنصب أي أتريد أو أتخلق ذكراً وكذا شقيا وسعيداً أو اجعل ذكراً أم أنثى أو شقيا أم سعيدا، قوله (شقي) أي عاص لله (وسعيد) أي مطيع له، فإن قلت أم المنقطعة ملزومة لهمزة الاستفهام فأين هي قلت هي مقدرة ووجودها في قريتها يدل عليه وقال الشاعر:
بسبع رمين الجمر أم بثمان
أي أبسبع، قوله (وما الرزق) أصح التعاريف له ما ينتفع العبد به (والأجل) هو الزمان الذي علم