جعل أسقفاً ويقال أيضاً أسقف كأترج وسقف كقفل وهو للنصارى رئيس دينهم وقاضيهم أي كان ابن الناطور صاحب إيلياء وصاحب هرقل أسقفاً على النصارى يحدث كذا. وسموا نصارى لنصرة بعضهم بعضاً أو لأنهم نزلوا موضعاً يقال له نصرانة أو نصرة أو ناصرة أو لقوله: تعالى: (من أنصاري إلى) وهو جمع نصران. قوله:(خبيث النفس) أي مهموماً غير نشيط ولا منبسط وهو ضد الطيب. و (بطارقته) بفتح الباء جمع بطريق بكسر الباء وهو قواد ملوك وخواص دولتهم. قوله:(استنكرنا هيئتك) أي أنكرناها ورأيناها مخالفة لسائر الأيام والهيئة السمت والحالة والشكل. قوله:(حزاء) بفتح الحاء وتشديد الزاي والمد أي كاهناً. و (سألوه) أي سأل البطارقة هرقل عما أنكروه أي من سبب تغير الهيئة والخبث. قوله:(ملك الختان) قد ضبط بوجهين بفتح الميم وكسر اللام وبضم الميم وسكون اللام معناه رأيت في الليلة أنه قد ظهر طائفة هم أهل الختان وصار الملك لهم والختان بكسر الخاء اسم من الختن وهو قطع الجلدة التي تواري الحشفة. التيمي: ملك الختان هو النبي صلى الله عليه وسلم وإنما كُني به لأن النصارى لا يختتنون فالملك ينتقل منهم إليه ودخل رجل على عبد العزيز بن مروان فشكى ختنه فقال من ختنك فقال ختني الختان فأقبل عبد العزيز على كاتبه وقال ما أجابني قال إنه لم يعرف كلامك كان ينبغي أن تقول له ومن ختنك فيقول ختني فلان فشغل عبد العزيز نفسه بتعلم الإعراب. قوله:(من هذه الأمة) أي من أهل هذا العصر. و (فلا يهمنك) بضم الياء من باب الأفعال يقال أهمني الأمر إذا أقلقني وأحزنني ومراده أن هؤلاء أحقر من أن تهتم لهم أو تبالي بهم والمدائن بالهمز وتركه لغتان والهمز أفصح وعليه القرآن وهو جمع المدينة فعيلة من مدن أي أقام وقيل إنها مُفعلة من دنت أي ملكت. الجوهري: سألت أبا علي الفسوي عن همز مداين فقال من جعله فعيلة همزه ومن جعله مفعلة لم يهمزه. قوله:(أتى) مجهول الماضي من الإتيان وهو مما جاء جوابه بينا فيه بغير إذ وإذا وقال الأصمعي لا يستفصح إلا طرحهما نحو: