للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَاسْتَقَى مَنْ شَاءَ، وَكَانَ آخِرَ ذَاكَ أَنْ أَعْطَى الَّذِى أَصَابَتْهُ الْجَنَابَةُ إِنَاءً مِنْ مَاءٍ قَالَ «اذْهَبْ، فَأَفْرِغْهُ عَلَيْكَ». وَهْىَ قَائِمَةٌ تَنْظُرُ إِلَى مَا يُفْعَلُ بِمَائِهَا، وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ أُقْلِعَ عَنْهَا، وَإِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْنَا أَنَّهَا أَشَدُّ مِلأَةً مِنْهَا حِينَ ابْتَدَأَ فِيهَا، فَقَالَ النَّبِىُّ صَلَّى الله عليه وسلّم «اجْمَعُوا لَهَا». فَجَمَعُوا لَهَا مِنْ بَيْنِ عَجْوَةٍ وَدَقِيقَةٍ وَسَوِيقَةٍ، حَتَّى جَمَعُوا لَهَا طَعَاماً، فَجَعَلُوهَا فِى ثَوْبٍ، وَحَمَلُوهَا عَلَى بَعِيرِهَا، وَوَضَعُوا الثَّوْبَ بَيْنَ يَدَيْهَا

ــ

هو كقوله تعالى: "فقد صغت قلوبكما" و (العزال) بفتح المهملة وخفة الزاي جمع العزلاء بفتح العين وبالمد وهو فم المزادة الأسفل. الجوهري: العزالي بكسر اللام وإن شئت فتحت مثل الصحاري والفرق بين السقى والاستقاء أن السقى لغيره والاستقاء لنفسه وأسقيته لماشيته. قوله (آخر) بالنصب لأنه خبر كن وأن أعطى اسمه. فإن قلت الأولى عكسه ذلك لأن آخر مضاف إلى المعرفة فهو أولى بالاسمية قلت أن مع الفعل في تقدير المصدر المعرفة فجاز الأمران والذي أصابته الجنابة أي الرجل المعتزل المذكور و (فأفرغه) بقطع الهمزة. قوله (وايم الله) بوصل الهمزة وهو قسم. الجوهري أيمن وضع للقسم هكذا بضم الميم والنون وألفه ألف الوصل عند الأكثر ولم يجئ في الأسماء ألف وصل مفتوحة غيرها وهو مرفوع بالابتداء وخبره محذوف والتقدير أيمن الله فسمي وربما حذفوا منه النون فقالوا أيم الله. وقال أبو عبيدة كانوا يحلفون ويقولون يمين الله لا أفعل فجمعوا اليمين على أيمن ثم كثر كلامهم فحذفوا النون منه فألفه ألف قطع وهو جمع وإنما طرحت الهمزة في الوصل لكثرة استعمالهم لها. قوله (أقلع) بضم الهمزة والإقلاع عن الأمر الكف عنه و (ملأة) بفتح الميم وكسرها وهذا من جملة معجزاته صَلَّى الله عليه وسلّم والعجوة ثمرة من أجود التمر بالمدينة ودقيقة وسويقة روياً مكبرين ومصغرين و (طعاماً) صادق على الأمور الثلاثة مجتمعة من العجوة والدقيقة والسويقة و (فجعلوه) أي الطعام وفي بعضها فجعلوها أي الأنواع الثلاثة منه و (حملوها) أي المرأة و (بين يديها) أي قدامها فوق ظهر البعير. فإن قلت لم أعطوها وراعوها وهي كافرة مباحة الدم والمال

<<  <  ج: ص:  >  >>