إذا غطيته وجعلته مطبقاً ولفظ (بي) هو على ظاهره وفي بعضها به فهو إما لأن رسول الله جرد من نفسه شخصاً فأشار إليه وإما لأن الراوي نقل كلامه بالمعنى لا بلفظه بعينه. قوله (أأرسل إليه) ظاهره السؤال عن أصل رسالته لكن قبل أمر نبوته كان مشهوراً في الملكوت لا يكاد يخفى على خُزان السموات وحراسها فالمراد أرسل إليه للعروج والإسراء وكان سؤالهم للاستعجاب بما أنعم الله عليه أو الاستبشار بعروجه إذ كان من البيِّن عندهم أن أحداً لا يترقى إلى أسباب السماء من غير أن يأذن الله له ويأمر ملائكته بإصعاده. قوله (أسودة) جمع السواد كالأزمنة والزمان والسواد الشخص وقيل الجماعات وسواد الناس عوامهم وكل عظد كبير. و (مرحباً) منصوب بأنه مفعول مطلق أي أصبت وحبالاً صيفاً و (القِبل) بكسر القاف الجهة (والنسم) بالنون وبالمهملة المفتوحتين جمع نسمة وهي نفس الإنسان والمراد منها ههنا أرواح بني آدم. قال القاضي عياض فيه أنه وجدهم من أهل الجنة والنار وقد جاء أن أرواح الكفار في سجين قيل في الأرض السابعة وأن أرواح المؤمنين منعمة في الجنة قيل وهي في السماء السابعة فيحتمل أنها تعرض على آدم أوقاتاً فوافق وقت عرضها مرور النبي - صلى الله عليه وسلم - أو أن كونهم في الجنة والنار إنما هو في أوقات