يفتشوني (وقبلها) بضمتين أي فرجها، فإن قلت فلم قال قبلها والسياق يقتضي أن يقال قبلي. قلت إن جعلناه من كلام عائشة منقطعاً عن كلام الوليدة فهو على ظاهره وإلا فقد عبرت عن نفسها بالغيبة فكان التكلم إما التفاتاً أو تجريداً من نفسه شخصاً كأنه غيره. قوله (زعمتم) مفعولاه [محذوفان] إن عدى إلى مفعولين أو مفعولـ[ـه] محذوف وهو نحو أني أخذته أو أنا صاحبه، قوله (هو ذا هو) فيه وجوه من الأعراب هو مبتدأ وذا خبره وهو الثاني خبر بعد خبر أو تأكيد للأول أو لذا أو بيان له أو ذا مبتدأ ثاني وهو خبره والجملة خبر الأول أو هو ضمير الشأن وما بعده جملة أو خبر هو الثاني محذوف والجملة تأكيد الجملة أو ذا منصوب على الاختصاص. قوله (قالت عائشة) والخباء بكسر المعجمة وخفة الموحدة وبالمد خيمة تكون من وبر أو صوف وهو على عمودين أو ثلاثة وما فوق ذلك فهو بيت وفي بعضها كانت مؤنثاً فهو باعتبار الخيمة و (الحفش) بكسر المهملة وسكون الفاء وبالمنقطة. الجوهري: هو وعاء المنازل والذي في الحديث هو البيت الصغير، قوله (فتحدث) بلفظ المضارع إما من التحديث بحذف إحدى التاءين منه. فإن قلت المحذوف هو حرف المضارعة أو تاء التفعل، قلت المذهب السيبوي أن المحذوفة هي الثانية لأن الثقل نشأ منها وقيل هي الأولى لأن الثانية يخل حذفها بمعنى الباب، قوله (هذا) أي هذا البيت (وبهذا الحديث) أي بهذه القصة، قال ابن بطال. فيه أن من لم يكن له مسكن ولا مبيت أنه يباح له المبيت في المسجد واصطناع الخيمة وشبهها للمسكن امرأة كانت أو رجلاً وفيه أن السنة الخروج من بلدة جرت فيها فتنة على الإنسان تشاؤماً بها وربما كان الذي جرى عليه من المحنة سبباً لخير أراده الله تعالى به في غير تلك البلدة (والوشاح) خيطان من لؤلؤ يخالف بينهما تتوشح به