النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ «يَا حَسَّانُ، أَجِبْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ». قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ نَعَمْ.
ــ
منهم مائة وعشرين سنة وقال أبو نعيم لا يعرف في العرب أربعة تناسلوا من صلب واحد اتفقت مدة أعمارهم هذا القدر غيرهم وعاش حسان في الجاهلية ستين وفي الإسلام كذلك مات سنة خمسين بالمدينة. قوله (أنشدك) بضم الشين. الجوهري: نشدت فلاناً أنشده نشداً إذا قلت له نشدتك الله أي سألتك بالله كأنك ذكرته إياه فنشد أي تذكر. قوله (أجب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) فإن قلت المراد أجب الكفار عن جهة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكيف دلالته عليه إذ ظاهر استعمال أجابه وأجاب عن رسول الله غير ذلك. قلت ضمن معنى الدفع أي أجب دافعاً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو لفظ الجهة مقدر. فإن قلت أهو لفظ رسول الله أم لا. قلت يحتمل أن يكون حسان نقل كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمعنى وكان أصله أجب عني فعبر حسان عنه بلفظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعظيماً له. وأن يكون نقل لفظه بعينه وقاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتلك العبارة تربية للمهابة وتقوية لداعي الأمور كما قال تعالى (فإذا عزمت فتوكل على الله) وكما يقول الخليفة: أمير المؤمنين يرسم لك بكذا مكان أنا أرسم، قوله (أيده) التأييد هو التقوية (وبروح القدس) أي جبريل عليه السلام و (القدس) بضم الدال وسكونها اسماً أو مصدراً الطهر. قال ابن بطال: فإن قيل ليس في حديث هذا الباب أن حساناً أنشد شعراً في المسجد قلنا ذكره البخاري في كتاب بدء الخلق وبه لم يتم معنى الترجمة. قال سعيد بن المسيب: مر عمر في المسجد وحسان ينشد فزجره، فقال كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك ثم التفت إلى أبي هريرة فقال أنشدك إلى آخره. وهذا يدل على أن قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لحسان أجب عن رسول الله كان في المسجد وأنه أنشد فيه ما جاوب به المشركين واختلف العلماء في إنشاد [الشعر] في المسجد فأجازه طائفة إذا كان الشعر مما لا بأس به وخالفهم فيه آخرون وقيل المنهي الذي فيه الخنا والزور أو الشعر الذي يغلب على المسجد حتى يكون كل من بالمسجد متشاغلاً به. النووي: ويستحب إذا كان في نماذج الإسلام وأهله أو في هجاء الكفار والتحريض على قتالهم أو تحقيرهم وهكذا كان شعر حسان وفي الحديث استحباب الدعاء لمن قال شعراً من هذا النوع وفيه جواز الانتصار من الكفار، قال العلماء ينبغي أن لا نبدأ المشركين بالسب والهجاء مخافة من سبهم الإسلام وأهله. قال تعالى (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله)