للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَقُولَ الفَجْرُ، أَوِ الصُّبْحُ، وَقَالَ بِأَصَابِعِهِ، وَرَفَعَهَا إِلَى فَوْقُ، وَطَاطَأَ إِلَى أَسْفَلُ حَتَّى يَقُولَ هَكَذَا. وَقَالَ زُهَيْرٌ: بِسَبَّابَتَيْهِ إِحْدَاهُمَا فَوْقَ الأُخْرَى، ثُمَّ مَدَّهَا عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ.

٥٩٩ - حَدَّثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخبَرَنا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: عُبَيْدُ اللهِ حَدَّثنا، عَنِ

ــ

فيرد القائم المتهجد إلى راحته لينام لحظة ليصبح نشيطاً ويوقظ نائمكم ليتأهب الصبح بفعل ما أراد من تهجد قليل أو سحور أو اغتسال ونحوه قوله (أن تقول) أنت وفي بعضها يقول بالياء أي الشخص أي قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليس أن يقول هكذا وأشار بإصبعيه واعلم أن الصبح على نوعين كاذب وصادق والكاذب هو الضوء المستطيل من العلو إلى السفل والصادق هو المعترض المستطير في اليمين والشمال وحاصل هذا الكلام أن الفجر المعتبر في الشرع ليس هو الأول بل الثاني وأما حل لفظه فالفجر اسم ليس وأن يقول خبره ومعنى القول بالأصابع الإشارة بها وفي بعضها بأصبعه بلفظ المفرد وفيها عشر لغات فتح الهمزة وضمها وكسرها وكذلك الباء هذه تسعة والعاشر أصبوع (وفوق) روى مبنياً على الضم وهو على نية الإضافة ومنوناً بالجر على عدم نيتها وهكذا حكم الأسفل لكنه غير منصرف فجره بالفتح وكذا سائر الظروف التي تقطع عن الإضافة وقرئ بهما في قوله تعالى (لله الأمر من قبل ومن بعد) و (طأطأ) على وزن دحرج أي خفض إصبعه إلى أسفل (هكذا) الإشارة إلى كيفية الصبح الكاذب و (حتى) هو غاية لقوله وما بعده إشارة إلى كيفية الصبح الصادق (وقال زهير) أي مفسراً لمعنى لفظ هكذا أي أشار بالسبابتين وهي من الأصابع التي تلي الإبهام وسميت بذلك لأن الناس يشيرون بها عند الشتم و (الشمال) بكسر الشين ضد اليمين وبفتحها ضد الجنوب هذا غاية وسعنا في تحليل التركيب. قال في صحيح مسلم: قال صلّى الله عليه وسلّم صفة الفجر ليس أن يقول هكذا وهكذا وصوب بيده ورفعها حتى يقول هكذا وفرج بين أصبعيه وفي الرواية الأخرى أن الفجر ليس الذي يقول هكذا وجمع بين أصابعه ثم نكسها إلى الأرض ولكن الذي يقول هكذا ووضع المسبحة على المسبحة ومد يديه وفي الحديث التنبيه للقائم والنائم لما يتعلق بمصلحتهما وفيه زيادة الإيضاح بالإشارة تأكيداً للتعليم. قوله (إسحق) قال الغساني في كتاب التقييد إذا قال البخاري حدثنا إسحق غير منسوب حدثنا أبو أسامة يعني به أبا إسحق بن إبراهيم الحنظلي وإما استحق بن نصر السعدي وأما إسحق بن منصور الكوسح لا يخلو عن أحد هؤلاء الثلاثة، أقول

<<  <  ج: ص:  >  >>