للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ.

ــ

ما تقول فصب على نزع الخافض. قوله (باعد) أخرجه إلى صيغة المفاعلة للمبالغة و (الخطايا) أما أن يراد بها اللاحقة فمعناه إذا قدر لي ذنب فبعد بيني وبينه أو السابقة فمعناه المحو والغفران. قوله (بيني وبين خطاياي) فإن قلت لم كرر لفظ البين ههنا ولو يكرر بين المغرب والمشرق. قلت إذا عطف على المضمر المجرور أعيد الخافض و (الدنس) بفتح النون الوسخ و (البرد) بفتح الراء هو أيضا هو حب الغمام. فإن قلت الغسل البالغ إنما يكون بالماء الحار فلم ذكر كذلك. قلت قال محي السنة معناه طهرني من الذنوب وذكرهما مبالغة في التطهير لا أنهما يحتاج إليهما. الخطابي: هذه أمثلة لم يرد بها أعيان هذه المسميات وإنما إراد بها التوكيد في التطهير من الخطايا والمبالغة في محوها عنه والثلج والبرد ماءان لم تمسهما الأيدي ولم يمتهنهما إستعمال فكان ضرب المثل بهما أوكد في بيان معنى ما أراد من تطهير الثوب التوربشتي: ذكر أنواع المطهرات المنزلة من السماء التي لا يمكن حصول الطهارة الكاملة إلا بأحدها بيانا لأنواع المغفرة التي لا يخص من الذنوب إلا بها أي طهرني من الخطايا بأنواع مغفرتك التي هي في تمحيص الذنوب بمثابة هذه الأنواع الثلاثة في إزالة الأرجاس ورفع الأحداث. الطيبي: يمكن أن يقال ذكر الثلج والبرد بعد ذكر الماء طلب شمول الرحمة بعد المغفرة والتركيب من باب رأيته متقلدا سيفا ورمحا أي أغسل خطاياي بالماء أي اغفرها وزد على الغفر من شمول الرحمة طلب أولا المباعدة بينه وبين الخطايا ثم تنقية ما عسى أن يبقى منها تنقية تامة ثم سأل ثالثا بعد الغفران غاية الرحمة تحلية بعد التخلية. أقول والأقرب جعل الخطايا بمنزلة نار جهنم لأنها مستوجبة لها بحسب وعد الشارع. قال تعالى ((ومن يعص الله فإن له نار جهنم)) فعبر عن إطفاء حرارتها بالغسل تأكيدا في الإطفاء وبالغ فيه باستعمال المبردات ترقيا عن الماء إلى أبرد منه وهو الثلج ثم أبرد من الثلج وهو البرد بدليل جموده لأن ما هو أبرد فهو أجمد وأما تثليث الدعوات فيحتمل أن يكون نظرا إلى الأزمنة الثلاثة المباعدة للمستقبل والتنقية للمجال والغسل للماضي وفي الحديث أدلة للأئمة الثلاثة في استحباب دعاء الإستفتاح حجة على مالك حيث

<<  <  ج: ص:  >  >>