عام ونحوها قال العلماء إن إدراك صحبة رسول الله عليه وسلم لحظة خير وفضيلة لا يوازيها عمل ولا تبال درجتها بشيء ثم إن نيتهم أنهم لو كانوا أغنياء لعملوا مثل عملهم وزيادة ونية المؤمن خير من عمله فلهم ثواب النية وهذه الأذكار. قوله (لم يدرككم أحد) فإن قلت لم لا يحصل لمن بعدهم ثواب ذلك. قلت إلا من عمل استثناء منه أيضا كما هو مذهب الشافعي في أن الاستثناء المتعقب للجمل عائد إلى كلها. قوله (بين ظهرانية) أي بنية ومر بيان إقحام لفظ الظهراني للتأكد كما هو الأكثر عليه. فإن قلت قال أولا أدركتم من سبقكم يعني تساوونهم وثانيا كنتم من أنتم بينهم يعني يكونون أفضل منهم فيلزم المساواة وعدم المساواة على تقدير عملهم مثله. قلت لا نسلم أن الإدراك يستلزم المساواة فربما يدركهم ويتجاوز عنهم. قوله (إلا من عمل مثله) أي إلا الغني الذي يسبح فإنكم لم تكونوا خيرا منه بل هو خير منكم أو مثلكم نعم إذا قلنا الاستثناء يرجع إلى الجملة الأولى كونه. فإن قلت فالأغنياء إذا سبحوا يترجحون فبقى بحاله ما شكى الفقراء منه وهو رجاحتهم من جهة الجهاد وأخواته. قلت مقصود الفقراء تحصيل الدرجات والنعيم المقيم لهم أيضا لا نفي زيادتهم مطلقا وفيه أن الغني الشاكر أفضل من الفقير الصابر. قوله (ثلاثا وثلاثين هذا) اللفظ يحتمل أن يكون المجموع هو يحمل وتمام الحديث مبين أن المقصود هو الثاني. قوله (فاختلفنا) أي في كل واحد ثلاثة وثلاثون أو المجموع أو أن إتمام المائة بالتكبير أو بغيره (وأربعة) في بعضها أربعا وإذا كان