للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَمَرَهُمْ أَمَرَهُمْ مِنَ الأَعْمَالِ بِمَا يُطِيقُونَ قَالُوا إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ. فَيَغْضَبُ حَتَّى يُعْرَفَ الْغَضَبُ فِى وَجْهِهِ ثُمَّ يَقُولُ «إِنَّ أَتْقَاكُمْ

ــ

فقيل إنها مخالفة للمشهور الا أن يريد رواية أكثر شيوخه وكنيته أبو عبد الله بخارى بيكندى ياء موحدة مكسورة ومثناة تحتانية ساكنه وكاف مفتوحة ونون ساكنة فدال مهملة منسوب الى ييكند قرية بخارى توفى سنة خمس وعشرين ومائتين. قوله: (عبدة) بالمهملة فالموحدة الساكنة فالدال المهملة أبو محمدين سليمان بن الحاجب الكلابي الكوفي وقيل اسمه عبد الرحمن وعبدة لقبه قال الامام أحمد هو ثقة ثقة ثقة وزيادة مع صلاح وكان شديد الفقر توفى بالكوفة سنة ثمان وثمانين ومائة وأما (هشام) فهو أبو المنذر بن عروة المدني التابعي المتوفى ببغداد وهو يروى عن أبيه عروة بن الزبير الأسدي التابعي الجليل أحد الفقهاء السبعة وهو يروى عن خالته عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهم وقدم ذكر الثلاثة في باب الوحي. قوله: (إذا أمرهم) أي إذا أمر الناس بعمل (أمرهم بما يطيقون) ظاهره انه كان يكلفهم بما يطلق فعله لكن السياق دل على أن المراد أنه يكلفهم بما يطاق الدوام على فعله. قوله: (كهيئتك) الهيئة الحالة والصورة وليس المراد نفى تشبيه ذواتهم بحالته صلى الله عليه وسلم فلا بد من تأويل في أحد الطرفين فقيل المراد من كهيئتك كمثلك أي كذاتك أو كنفسك وزيد لفظ الهيئة للتأكيد نحو مثلك لا يبخل. و (لسنا) ليس حالنا فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه واتصل الفعل بالضمير فقيل لسنا وأراد بهذا الكلام طلب الإذن فى الزيادة من العبادة والرغبة في الخير يقولون أنت مغفور لا تحتاج إلى عمل ومع هذا أنت مواظب على الأعمال فكيف بنا وذنوبنا كثيرة فرد عليهم وقال أنا أولى بالعمل لأني أعلمكم وأخشاكم. قوله: (إن الله قد غفر لك) اقتباس بما قاله تعالى (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) فان قلت الأنبياء معصومون عن الكبائر مطلقا وعن الصغائر عمدا على الأصح وأما السهوية فلا مؤاخذة بها على مكلف أصلا فما ذنبه الذى غفر له قلت الذنب الذي قبل النبوة المتقدم بعضه على بعض أو ترك الأولى أو نسب إليه ذنب قومه قوله: (فغضب) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى بعض النسخ فيغصب وهو وان كان يلفظ المضارع لكن المقصود حكاية الحال الماضية واستحضار تلك الصورة الواقعة للحاضرين. قوله: (حتى يعرف) النصب هو الرواية ويجو فيه الرفع و (ثم يقول) أيضا جاز فيه الرفع والنصب ولو

<<  <  ج: ص:  >  >>