للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُلْتَوِيَةً. قَالَ وُهَيْبٌ: حَدَّثنا عَمْرٌو: الحَيَاةِ، وَقَالَ: خَرْدَلٍ مِنْ خَيْرٍ.

٢٢ - حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ

ــ

تكون اللام للعهد ويراد به حبة بقلة الحمقاء لأن شأنه أن ينبت سريعاً على جانب السيل فيتلفه السيل ثم ينبت فيتلفه ولهذا سميت بالحمقاء لأنه لا تمييز لها في اختيار المنبت. الجوهري: الحبة بالكسر بزور الصحراء مما ليس بقوت وفي الحديث "ينبتون كما تنبت الحبة في جميل السيل" وتسمى الرجلة بكسر الراء وبالجيم بقلة الحمقاء لأنها لا تنبت إلا في السيل. الكسائي هي حب الرياحين وفي بعض الروايات في حميل السيل وهو ما يحمله السيل من طين ونحوه قيل فإذا اتفق فيه الحبة واستقرت على شط مجرى السيل نبتت في يوم وليلة وهي أسرع نابتة نباتاً. ذكره في شرح السنة محيي السنة واعلم أن لفظ في جانب السيل مشعر بأن وجه التشبيه سرعة الإنبات. قوله: (صفراء) الاصفرار من أحسن ألوان الريحان ولهذا يسر الناظرين وسيد رياحين الجنة الحناء وهو أصفر و (ملتوية) أي منعطفة منثنية وذلك أيضاً يزيد الريحان حسناً يعني اهتزازه وتمايله أي الذي في قلبه مثقال حبة من الإيمان يخرج من ذلك الماء نضراً حسناً منتشطاً متبختراً لخروج هذه الريحانة من جانب السيل صفراء متميلة وهذا يؤكد كون اللام في الحبة للجنس لأن بقلة الحمقاء ليست صفراء إلا أن يقصد به مجرد الحسن والطراوة. النووي: التشبيه وقع من حيث الإسراع ومن حيث ضعف النبات ومن حيث الطراوة والحسن. وأقول فوجه الشبه متعدد ويسمى هؤلاء بعتقاء الله تعالى والحديث حجة لأهل السنة على المرجئة حيث علم منه دخول طائفة من عصاة الأمة النار إذ مذهبهم أنه لا يضر مع الإيمان معصية فلا يدخل العاصي النار وحجة على المعتزلة أيضاً حيث دل على عدم وجوب تخليد العاصي في النار. الخطابي: الحبة من الخردل مثل ليكون عياراً في المعرفة وليس بعيار في الوزن لأن الإيمان ليس بجسم يحصره الوزن والكيل ولكن ما يشكل من المعقول قد يرد إلى عيار المحسوس ليفهم ويشبه به ليعلم. قوله: (وهيب) هو ابن خالد بن عجلان أبو بكر الباهلي البصري وقد سجن فذهب بصره وكان يملي من حفظه وقال ابن مهدي كان من أبصر أصحابه بالحديث والرجال روى له الجماعة مات سنة خمس وستين ومائة وهو في درجة مالك في أنهما يرويان عن عمرو ذكره البخاري على سبيل التعليق لأنه لم يدركه ومعناه قال وهيب حدثنا عمرو عن أبيه عن أبي سعيد بهذا الحديث وقال فيه نهر الحياة بالهاء ولم يشك كما شك مالك وقال بدل من إيمان من خير والمراد من الخير الإيمان إذ هو أصل الخيور ولا خير أعظم منه ويجوز أن يقرأ الحياة بالجر على الحكاية عن لفظ الحديث. النووي: قال العلماء المراد بحبة الخردل زيادة على أصل التوحيد وقد جاء في الصحيح بيان ذلك ففي رواية أخرجوا من قال لا إله إلا الله وعمل من خير ما يزن كذا ثم بعد هذا يخرج منها من لم

<<  <  ج: ص:  >  >>