آدم أو عن أخوة الإسلام والمماليك الكفرة إما أن تجعلهم في هذا الحكم تابعين للمماليك المؤمنة أو تخصص هذا الحكم بالمؤمنة. قوله:(فليطعمه) بضم الياء وكذا ليلبسه وأما يلبس فهو بالفتح فإن قلت ما الفائدة في العدول عن المطابقة حيث لم يقل مما يطعم كما قال مما يلبس قلت الطعم جاء بمعنى الذوق. الجوهري: يقال طعم يطعم طعماً إذا ذاق أو أكل. قال تعالى (ومن لم يطعمه فإنه مني) أي من لم يذقه فلو قال مما يطعم لتوهم أنه يجب الإذاقة مما يذوق وذلك غير واجب. فإن قلت هذه الأوامر الثلاثة هل هي للوجوب أم لا وكذا النهي هل هو للتحريم أم لا قلت اختلف العلماء في الأوامر والظاهر الوجوب لكن الأكثر على أنه للاستحباب وأما النهي فهو للتحريم اتفاقاً. قوله:(ولا تكلفوهم) التكليف تحميل الشخص شيئاً معه كلفة وقيل هو الأمر بما يشق. و (ما يغلبهم) أي ما يصير قدرتهم فيه مغلوبة أي ما يعجزون عنه لعظمه أو صعوبته أي لا يكلف ما لا يطيق أو يقرب منه وحذف المفعول الثاني من كلفتموهم وهو ما يغلبهم. قال ابن بطال: يريد أنك في تعييره بأمه على خلق من أخلاق الجاهلية لأنهم كانوا يتفاخرون بالأنساب فجهلت وعصيت الله تعالى في ذلك ولم يستحق بهذا الفعل أني كون كأهل الجاهلية في كفرهم بالله تعالى. وأقول فبين بهذا التقرير أن الحديث يعلم منه الأمران المذكوران في الترجمة قال وغرض البخاري فيه الرد على الخوارج في قوله: م المذنب من المؤمنين لا يخلد في النار كما دل عليه الآية (ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) والمراد به من مات على الذنوب ولو كان المراد من تاب قبل الموت لم يكن للتفرقة بين الشرك وغيره معنى إذ التائب من الشرك قبل الموت مغفور له. أقول وفي ثبوت غرض البخاري من الرد عليهم دغدغة إذ لا نزاع في أن الصغيرة لا يكفر صاحبها والتعيير بنحو يا ابن السوداء صغيرة قال وفي الحديث النهي عن سب العبيد وتعييرهم بآبائهم والحض على الإحسان إليهم وإلى كل من يوافقهم في المعنى ممن جعله الله تحت يد ابن آدم كالأجير والخادم فلا يجوز لأحد أن يعير عبده بشيء من المكروه يعرفه في أصوله وخاصة نفسه إذ لا فضل لأحد على غيره إلا بالإسلام والتقى وروى أنه قال لأبي ذر أعيرته بأمه ارفع رأسك ما أنت بأفضل ممن ترى من الأحمر والأسود إلا أن تفضل في دين وقد روى أن بلالاً كان الذي عيره أبو ذر بأمه أي بسوادها فانطلق بلال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكى إليه تعييره بذلك فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعوه فملا جاء أبو ذر قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم شتمت بلالاً وعيرته بسواد أمه قال نعم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنت أحسب أنه بقي في صدرك من كبر الجاهلية شيء