للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ: إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلاً فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ: يَا أَبَا ذَرٍّ، أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ؟ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ، إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَاكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ

ــ

ودفنه بها ثم قدم ابن مسعود المدينة فأقام عشرة أيام وتوفي أيضاً والربذة براء ثم باء موحدة ثم ذال معجمة مفتوحات موضع قريب من المدينة منزل من منازل حاج العراق وكان مذهب أبي ذر أنه يحرم على الإنسان ادخار ما زاد على حاجته رضي الله عنه. قوله: (حلة) بضم الحاء ازار ورداء ولا يسمى حلة حتى يكون ثوبين وذلك إشارة إلى تساو بهما في لبس الحلة وإنما سأله لأن عادة العرب وغيرهم أن يكون ثياب المملوك دون سيده. قوله: (ساببت) أي شاتمت أو يكون بمعنى شتمت. و (رجلاً) كان عبداً لأن السياق يدل عليه. قوله: (فغيرته) أي نسبته إلى العار أي عيبته ويقال عيرته بكذا وعيرته كذا. فإن قلت هذا التعبير كان هو نفس السبب ذكر البخاري في كتاب الأدب أنه قال كان بيني وبين رجل كلام وكانت أمه أعجمية فنلت منها فكيف يضع الفاء بينهما وشرط المعطوفين مغايرتهما. قلت هما متغايران بحسب المفهوم من اللفظ ومثل هذه الفاء تسمى بالفاء التفسيرية وذلك نحو قوله: تعالى (فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم) حيث قالوا القتل هو نفس التوبة. قوله: (يا باذر) أصله يا أبا ذر فحذفت الهمزة للعلم بها تخفيفاً والاستفهام في أعيرته للتقرير أو للإنكار التوبيخي. قوله: (فيك جاهلية) معناه أنك في تعيير أمه فيك خلق من أخلاق الجاهلية وليس جاهلاً محضاً قيل أنه عير الرجل بسواد أمه كأن قال يا ابن السوداء. قوله: (خولكم) بفتح الواو وخول الرجل حشمه الواحد خايل وقد يكون الخول واحداً وهو اسم جمع يقع على العبد والأمة قال الفراء هو جمع خايل وهو الراعي وقال غيره هو مأخوذ من التخويل وهو التمليك وقيل الخول الخدم وسمواً به لأنهم يتخولون الأمور أي يصلحونها. فإن قلت أصل الكلام أن يقال خولكم إخوانكم لأن المقصود هو الحكم على الخول بالأخوة. قلت التقديم إما للاهتمام ببيان الأخوة وإما لحصر الخول على الإخوان أي ليسوا إلا إخوانا وقال بعض علماء المعاني المبتدأ والخبر إذا كانا معرفتين أي تعريف كان يفيد التركيب الحصر وإما أنه من باب القلب المورث لملاحة الكلام نحو:

نم وإن لم أنم كراي كراكا * شاهدي الدمع إن ذاك كذاكا

التيمي: كأنه قال هم إخوانكم ثم أراد إظهار هؤلاء الإخوان فقال خولكم. قوله: (تحت أيديكم) مجاز عن القدرة أو عن الملك والأخوة أيضاً ههنا مجاز عن مطلق القرابة لأن الكل أولاد

<<  <  ج: ص:  >  >>