المتقدم هو الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر وسمى المنافق به لأنه يستر كفره فشبه بالذي يدخل النفق وهو السرب الذي في الأرض وله مخلص إلى مكان آخر فيستتر به وقيل هو من نافقاء اليربوع فإن إحدى جحريه يقال لها النافقاء وهو موضع يرققه بحيث إذا ضرب رأسه عليه ينشق وهو يكتمها ويظهر غيرها فإذا أتى الصائد إليه من قبل القاصعاء وهو جحره الظاهر الذي يقصع فيه أي يدخل فيه ضرب النافقاء برأسه فانتفق أي خرج فكما أن اليربوع يكتم النافقاء ويظهر القاصعاء كذلك المنافق يكتم الكفر ويظهر الإيمان أو يدخل في الشرع من باب ويخرج من آخر ويناسبه من وجه آخر وهو أن النافقاء ظاهره يرى كالأرض وباطنه حفر فيها فكذا المنافق. قوله:(سليمان) هو ابن أبي داود الزهراني العتكي المكني بأبي الربيع سكن بغداد وانتقل إلى البصرة وتوفي بها سنة أربع وثلاثين ومائتين. قوله:(إسمعيل) هو ابن إبراهيم بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري المدني قارئ أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مؤذناً ببغداد لعلي بن المهدي وتوفي بها عام ثمانين ومائة. قوله:(نافع) هو أبو سهيل عم مالك بن أنس الإمام المشهور. قوله:(عن أبيه) أي مالك بن أبي عامر وهو ابن أنس الأصبحي المدني التابعي جد الإمام مالك المذكور توفي سنة اثنتي عشرة ومائة وأما أبو هريرة فقد تقدم ورجال الإسناد كلهم مدنيون إلا أبا الربيع. قوله:(آية المنافق) أي علامته وسميت آية القرآن آية لأنها علامة انقطاع كلام عن كلام. فإن قلت الآية مفردة والظاهر يقتضي أن يقال الآيات ثلاث. قلت إما أن يقال كل من الثلاث آية حتى لو وجدت خصلة واحدة يكون صاحبها منافقاً أو أن يقال كل الثلاث معاً آية حتى إذا اجتمعت تكون آية واحدة فعلى الأول المراد منها جنس الآية وعلى الثاني معناه الآية اجتماع هذه الثلاث. قوله:(كذب) الكذب هو الإخبار على خلاف الواقع (والوعد) الإخبار بإيصال الخير في المستقبل (والإخلاف) جعل الوعد خلافاً وقيل هو عدم الوفاء به والائتمان جعل الشخص أميناً و (ائتمن) بصيغة المجهول وفي بعض الروايات بتشديد التاء وهو بقلب الهمزة الثانية منه واواً وإبدال الواو تاء وإدغام التاء في التاء (والخيانة) التصرف