للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَبْدُ الْوَاحِدِ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «انْتَدَبَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِى سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَاّ إِيمَانٌ بِى وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِى أَنْ أَرْجِعَهُ بِمَا نَالَ من

ــ

سنة ثلاث وعشرين ومائتين. قوله: (عبد الواحد) هو أبو بشر ويقال أبو عبيدة ابن زياد بالمثناة التحتانية العبدي مولى عبد القيس البصري ويعرف بالثقفي توفي سنة سبع وسبعين ومائة روى له الجماعة. قوله: (عمارة) بضم العين المهملة وخفة الميم ابن القعقاع بالقافين والمهملتين ابن شبرمة بالشين المعجمة المضمونة وبضم الراء الضبي الكوفي روى له الجماعة. قوله: (أبو زرعة) بضم الزاي وسكون الراء اسمه هرم أو عمرو أو عبيد الله أو عبد الرحمن بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي بالموحدة والجيم المفتوحة الكوفي. قوله: (انتدب الله) الجوهري ندبه لأمر فانتدب له أي دعاه له فأجاب فههنا كأن الله تعالى جعل جهاد العباد في سبيله سؤالاً ودعاء له وفي رواية مسلم تضمن الله وفي أخرى له أيضاً تكفل الله ومعناه أوجب تفضلاً أي حقق وحكم أن ينجز له ذلك وهو موافق لقوله: تعالى (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) قوله: (إيمان) في السياق يقتضي أن يقال إيمان به فعدل عن الغيبة إلى التكلم التفاقاً أو ذكراً على سبيل الحكاية من قول الله تعالى. قال ابن مالك في الشواهد كان اللائق في الظاهر أن يكون بدل الياء الهاء فلابد من التأويل وهو تقدير اسم فاعل من القول منصوب على الحال كأنه قال انتدب الله لمن خرج في سبيله قائلاً (لا يخرجه إلا إيمان بي) ويجوز أن تكون الهاء في سبيله عائداً إلى من ولسبيله المرضية ثم أضمر بعد سبيله قال ونحوه ولا موضع له من الإعراب. قوله: (أو تصديق) وفي بعض النسخ وتصديق بالواو الواصلة وهو ظاهر. فإن قلت إذا كان بأو الفاصلة فما معناه إذ لابد من الأمرين الإيمان بالله والتصديق برسل الله قلت أو معناها ههنا امتناع الخلو منهما مع إمكان الجمع بينهما أي لا يخلو عن أحدهما وقد يجتمعان بل يلزم الاجتماع لأن الإيمان بالله مستلزم تصديق رسله إذ من جملة الإيمان بالله الإيمان بأحكامه وأفعاله وكذا التصديق بالرسل مستلزم الإيمان بالله وهو ظاهر والمستثنى منه أعم عام الفاعل أي لا يخرجه مخرج إلا الإيمان والتصديق وفي بعض الروايات إيماناً وتصديقاً بالنصب فيهما وفي جميع نسخ مسلم إيماناً بي وتصديقاً برسلي بالنصب. قال النووي: هو منصوب على أنه مفعول له وتقديره لا يخرج

<<  <  ج: ص:  >  >>