المخرج إلا للإيمان والتصديق. قوله:: (أرجعه) أي إلى مسكنه جاء لازماً من الرجوع ومتعدياً من الرجع. و (نال) أي أصاب وجاء على لفظ الماضي لتحقق وعد الله تعالى. قوله:(أو أدخله) منصوب لأنه عطف على أرجعه. فإن قلت جميع المؤمنين يدخلهم الله تعالى الجنة فما وجه اختصاصهم بذلك قلت قال القاضي البيضاوي يحتمل أن يدخله عند موته كما قال تعالى (أحياء عند ربهم يرزقون) ويحتمل أن يكون المراد الدخول عند دخول السابقين والمقربين بلا حساب ولا عذاب ولا مؤاخذة بذنوب وتكون الشهادة مكفرة لها. وأقول للمجاهد حالتان الشهادة والسلامة فالجنة للحالة الأولى والأجر والغنيمة للسلامة. فإن قلت لفظة أو في قوله:(أو غنيمة) يدل على أن للسالم أما الأجر وإما الغنيمة لا كليهما. قلت معناها ما تقدم آنفاً وهو أن اللفظ لا ينفي اجتماعهما بل يثبت أحدهما مع جواز ثبوت الآخر فقد يتجمعان. فإن قلت ههنا حالة ثالثة للسالم وهو الأجر بدون الغنيمة قلت هذه الحالة داخلة تحت الحالة الثانية إذ هي أعم من الأجر فقط أو منه مع الغنيمة. فإن قلت الأجر ثابت للشهيد الداخل في الجنة فكيف يكون السالم والشهيد مفترقين في أن لأحدهما الأجر وللآخر الجنة أن الجنة أيضاً أجر. قلت هذا أجر خاص والجنة أجر أعلى منه فهما متغايران أو أن القسمين هما الرجع والإدخال لا الأجر والجنة. قال النووي: قالوا معناه ما حصل له من الأجر بلا غنيمة إن لم يغنموا أو من الأجر والغنيمة معاً إن غنموا وقيل إن أو ههنا بمعنى الواو أي من أجر وغنيمة وكذا وقع بالواو في رواية أبي داود ومعنى الحديث أن الله ضمن أن الخارج للجهاد ينال خيراً بكل حال فأما أن يستشهد فيدخل الجنة وإما أن يرجع بأجر فقط وإما بأجر وغنيمة وأقول اللفظ لا يدل على تقريره مع أنه لا يدفع بعض السؤالات. قوله:(لولا) هي الامتناعية لا التحضيضية أي امتناع عدم القعود أي القيام لوجود المشقة على الأمة. و (أشق) أي أجعل شاقاً. و (خاف) أي بعد و (السرية) بتخفيف الراء وتشديد الياء قطعة من الجيش أي ما تخلفت عنها بل خرجت في جميعها بنفسي لعظم الأجر فيه وارتفاع الدرجات ونيل السعادات بسببه (ولوددت) اللام هي في جواب لولا ويجوز حذفها كما حذف من ما قعدت. فإن قلت لا مشقة على الأمة في ودادة الرسول عليه السلام لأن غاية ما في الباب وجوب المتابعة في الودادة وليس فيها مشقة. قلت ودادته لا نسلم أنه ليس فيها