للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْقَوْمَ جَاءَهُ أَعْرَابِىٌّ فَقَالَ مَتَى السَّاعَةُ فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ سَمِعَ مَا قَالَ، فَكَرِهَ مَا قَالَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ بَلْ لَمْ يَسْمَعْ، حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ قَالَ «أَيْنَ - أُرَاهُ - السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ». قَالَ هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ «فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ». قَالَ كَيْفَ إِضَاعَتُهَا قَالَ «إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ

ــ

((الساعة)) اي يوم القيامة وتقدم في حديث جبريل وجوه في تسميتها بالساعة. قوله- ((يحدث)) - أي يحدث القوم وفي بعض الروايات بحديثه بحرف الجر. و - ((سمع)) - اي رسول الله صلى الله عليه وسلم- ((ما قال)) - الأعرابي- ((فكره)) -سؤاله ولهذا لم يلتفت الى الجواب. قوله- ((حتى إذا قضى)) -يتعلق بقوله فمضى يحدث لا بقوله لم يسمع ولفظ فقال الى هنا جملة معترضة بالفاء وذلك جائز كما مر بيانه. فان قلت علام عطف - ((بل لم يسمع)) - إذ لايصح أن يعطف على ما سبق إذ الإضراب إنما يكون عن كلام نفسه بل لا يصلح عطف أصلا على كلام غير العاطف. قلت لا نسلم امتناع صحة العطف والاضراب بين كلام المتكلمين وما الدليل عليه ...... لكن يكون الكل من كلام البعض الأول على طريقة عطف الفعلين كانه قال البعض الآخر للبعض الأول قل بل لم يسمع أو من كلام البعض الآخر بأن يقدر لفظ سمع قبله كانه قال سمع بل لم يسمع. قوله - ((أين السائل عن الساعة)) - أي عن زمان الساعة وفي بعض النسخ أين أراه السائل وأراه بضم الهمزة أي أظن وهو من كلام الراوي يعني أظن أنه قال أين السائل. قوله - ((ها أنا)) - فأنا مبتدأ وخبره محذوف وهو السائل وها حرف تنبيه. الجوهري: وها قد تكون جواب الندا يمد ويقصر وها أيضا مقصور للتقريب أي قيل لك أين أنت فتقول هاأنذا. فان قلت لم ترك العاطف عند ذكر ألفاظ قال سؤالا وجوابا. قلت لأن المقام كان مقام المقاولة والراوي يحكي ذلك كأنه لما قال الأعرابي ذلك سأل سائل ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوابه وبالعكس وفي بعض النسخ فقال كيف اضاعتها بالفاء والباقي بلا فاء وذلك لأن السؤال عن كيفية الاضاعة متفرع على ما قبله فلهذا عقبه بالفاء بخلاف أخواته. قوله - ((إذا وسد الأمر)) -يقال وسدته الشيء فتوسده أذا جعله تحت رأسه أي فوض الأمر والمراد من الأمر جنس الأمور التي تتعلق بالدين كالخلافة والقضاء والإفتاء ونحوه وكان حقه أن يقال لغير أهله فأتى بكلمة الى ليدل على تضمين معنى الإسناد. فإن

<<  <  ج: ص:  >  >>