للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا فِي بَرَاءَتِي قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَاللَّهِ لَا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَ مَا قَالَ لِعَائِشَةَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {وَلَا يَاتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا إِلَى قَوْلِهِ غَفُورٌ رَحِيمٌ} فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ الَّذِي كَانَ يُجْرِي عَلَيْهِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ عَنْ أَمْرِي فَقَالَ يَا زَيْنَبُ مَا عَلِمْتِ مَا رَأَيْتِ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا إِلَّا خَيْرًا قَالَتْ وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي

ــ

في حالها مع علمهم بحسن طريقتها وجميل أحوالها وتنزههاً عن الباطل الذي افتراه الظلمة لا حجة لهم ولا شبهة فيه. قوله (لقرابته) وذلك أن أم مسطح سلمى هي بنت خالة أبي بكر الصديق رضي الله عنه و (زينب بنت جحش) بفتح الجيم وسكون المهملة هي أم المؤمنين و (أحمى) أي أصون سمعي من أن أقول سمعت ولم أسمع (وبصري) من أن أقول أبصرت ولم أبصر أي لا أكذب حماية لهما و (تساميني) أي تضاهيني بجمالها ومكانها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي مفاعلة من السمو وهو الارتفاع، وأعلم أن في الحديث مسائل كثيرة من الأحكام الخمسة وغيرها، منها جواز رواية الحديث الواحد عند جماعة عند كل واحد منهم قطعة مبهمة منه، والقرعة بين النساء، وسفر الرجل بزوجته، وغزوهن، وخدمة الرجال لهن في الأسفار، وخروج المرأة لقضاء حاجة الإنسان بغير إذن الزوج، ولبس النساء القلائد، وتأخر بعض الجيش ساعة للحاجة، والتعجب بلفظ التسبيح، والتحسس في الأمور لمن له بها تعلق، وأما غيره

<<  <  ج: ص:  >  >>