رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِى الْمَسْجِدِ وَالنَّاسُ مَعَهُ، إِذْ أَقْبَلَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَذَهَبَ وَاحِدٌ، قَالَ فَوَقَفَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً فِى الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا، وَأَمَّا الآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ، وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَدْبَرَ ذَاهِباً، فَلَمَّا
ــ
بالقاف المكسورة وبالدال المهملة (الليثي) بالمثناة التحتانية ثم المثلثة اسمه الحارث المدني شهد بدرا وروي له عن النبي صلي الله عليه وسلم أربعة وعشرون حديثا ذكر منها هذا الحديث. قال المقدسي في الكمال: روي له الجماعة إلا البخاري وهذا سهو منه جاور بمكة سنة ومات بها في ثمان وستين من الهجرة ودفن بمقبرة المهاجرين. قوله (بينما هو جالس) فإن قلت تقدم أن بينما أصله بين زيدت فيه لفظ ما وهو من الظروف التي لزمت إضافتها إلي الجملة فما تلك الجملة هنا. قلت (جالس) هو خبر مبتدأ محذوف أي هو جالس فهذه هي الجملة وجاء في بعض الروايات مصرحا بها والعامل هنا في بين معني المفاجأة المستفادة من لفظه إذ أقبل. قوله (ثلاثة نفر) الجوهري: النفر بالتحريك عدة رجال من الثلاثة إلي العشرة. فإن قلت فعلي هذا التقدير أقل ما يفهم منه ههنا تسعة رجال لأن أقل النفر ثلاثة لكنه ليس كذلك إذ لم يكن المقبلون إلا رجالا ثلاثة. قلت معناه ثلاثة هي نفر كأن النفر هو بيان للثلاثة أو المراد من النفر معناه العرفي إذ هو بحسب العرف يطلق علي الرجل فكأنه قال ثلاثة رجال. فإن قلت مميز الثلاثة لا بد أن يكون جمعا والنفر ليس بجمع. قلت النفر اسم جمع في وجوهه تمييزا كالجمع نحو قوله تعالي «تسعة رهط» الكشاف: إنما جاز تمييز التسعة بالرهط لأنه في معني الجماعة فكأنه قيل تسعة أنفس والفرق بين الرهط والنفر أن الرهط من الثلاثة إلي العشرة أم من السبعة إلي العشرة والنفر من الثلاثة إلي التسعة ولا يخفي مخالفته لما في الصحيح. قوله (فأقبل اثنان) فإن قلت قال أولا أقبل ثلاثة ثم قال فأقبل اثنان والحال لا يخلوا من أن يكون المقبل اثنين أو ثلاثة فما معناه. قلت المراد من الإقبال أولا الإقبال إلي المجلس أو إلي جهتهم وثانيا الإقبال إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم أو المراد فأقبل من تلك الثلاثة اثنان. قوله (وأما الثالث فأدبر ذاهبا) فأن قلت فهل هذا مكرر لما قال متقدما وذهب واحد. قلت علم