ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثاً فَضَحِكَتْ فَقُلْتُ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحاً أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ، فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ. فَقَالَتْ مَا كُنْتُ لأُفْشِىَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قُبِضَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْتُهَا فَقَالَتْ أَسَرَّ إِلَىَّ «إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِى الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِى الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلَا أُرَاهُ إِلَاّ حَضَرَ أَجَلِى، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِى لَحَاقاً بِى». فَبَكَيْتُ فَقَالَ «أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِى سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ - أَوْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ». فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ.
٣٣٩٢ - حَدَّثَنِى يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ دَعَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ فِى شَكْوَاهُ الَّذِى قُبِضَ فِيهِ، فَسَارَّهَا بِشَىْءٍ فَبَكَتْ، ثُمَّ
ــ
بكسر الفاء وخفة الراء وبالمهملة ابن يحيى المكتب مر في الزكاة و (أقرب) أي كان الفرح عقيب الحزن و (حتى قبض) متعلق بمقدر أي لم يقل وفيه أن فاطمة سيدة نساء الجنة. فإن قلت فهي أفضل من خديجة وعائشة قلت المسألة مختلف فهيا ولكن اللازم من الحديث ذلك إلا أن يقال أن الرواية بالشك والمتبادر إلى الذهن من لفظ المؤمنين غير النبي ? عرقاً وأيضاً دخول المتكلم في عموم كلامه مختلف فيه عند الأصوليين. قوله (يحيى بن قزعة) بالقاف والزاي والمهملة المفتوحات. فإن قلت جعل الأولية في اللحوق في الحديث السابق علة للبكاء ومستعقباً له و (ههنا) علة للضحك و (معقباً له) قلت للبكاء مرتب على المركب من حضور الأجل وأولوية اللحوق أو