حَتَّى خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، قُلْتُ إِنَّ لِى إِلَيْكَ حَاجَةً، وَهِىَ نَصِيحَةٌ لَكَ. قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَرْءُ - قَالَ مَعْمَرٌ أُرَاهُ قَالَ - أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ. فَانْصَرَفْتُ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِمْ إِذْ جَاءَ رَسُولُ عُثْمَانَ فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ مَا نَصِيحَتُكَ فَقُلْتُ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم بِالْحَقِّ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، وَكُنْتَ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، فَهَاجَرْتَ الْهِجْرَتَيْنِ، وَصَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَأَيْتَ هَدْيَهُ، وَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ فِى شَانِ الْوَلِيدِ. قَالَ أَدْرَكْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ لَا وَلَكِنْ خَلَصَ إِلَىَّ مِنْ عِلْمِهِ مَا يَخْلُصُ إِلَى الْعَذْرَاءِ فِى
ــ
وسكون التحتانية أخو عثمان لأمه ولاه عثمان رضي الله عنه الكوفة بعد أن عزل عنها سعد بن أبي وقاص فصلى الوليد بأهل الكوفة صلاة الصبح أ {بع ركعات ثم التفت إليهم وقال أزيدكم وكنا سكران فقدم علي عثمان رضي الله عنه رجلان فشهدا عليه بشرب الخمر وأنه صلى الغداة أربعاً ثم قال أزيدكم قال أحدهما رأيته يشرب الخمر وقال الآخر رأيته يتقيأها فقال عثمان رضي الله عنه إنه لم يتقيأها حتى شربها فقال لعلي رضي الله عنه أقم عليه الحد فقال علي لابن أخيه عبد الله بن جعفر أقم أنت عليه الحد فأخذ السوط وجلده وعلى بعد فلما بلغ الأربعين قال علي أمسك هذا هو الرواية المشهورة. فإن قلت ما وجه رواية البخاري قلت لعله ثبت عنده ذلك أو تجوز الراوي فيه باعتبار أن العدد وفي ثمانين بما روى ابن عيينة أن علياً جلده أربعين سوطاً بسوط له طرفان فجعل كل طرف كجلدة قال في الاستيعاب أضاف الجلد إلى علي رضي الله عنه لأنه أمر به ابن جعفر. قوله (منك) أي أعوذ بالله منك و (الهجرتين) أي من مكة إلى الحبشة ثم إلى المدينة و (الهدى) بفتح الهاء السيرة والطريقة. قوله (لا) أي ما رأيته لأنه أدرك زمانه ولم يره و (العذراء) البكر. فإن قلت ما وجه التشبيه قلت بيان حال وصول علم رسول الله ? إليه يعني كما وصل علم الشريعة إليها من وراء الحجاب فوصوله إليه بالطريق الأولى