اللام للعهد من يوم الفتح إذ عود حرمنها كان يوم الفتح لا في غيره الذي هو يوم صدور هذا القول وكدا اللام في الأمس يكون معهودا من أمس يوم الفتح. قوله {ما قال عمرو} أي في جوابك و {لا تعبد} أي مكة وفي بعضها ولا يعيد أي الحرم أي لا يعصم العاصي مثلا كالظالم. قوله {ولا فارا بدم} أي ملتحما إلى الحرم متلبسا بدم غير حق خوفا من القصاص. قوله {بخربة} بفتح المعجمة وإسكان الراء وبالموحدة على المشهور ويقال بضم الخاء أيضا وأصلها سرقة الإبل وتطلق على كل جناية وقال الخليل هو الفساد في الدين من الخارب وهو اللص المفسد في الأرض قال الشاعر:
والخارب اللص يحب الخاربا
وقد تجرى الخربة في أكثر الكلام مجرى التهمة وقيل العيب وقيل بضم الخاء العورة وبفتحها الفعلة الواحدة من الخرابة وهي اللصوصية وفي بعضها بعد لفظ بخربة يعني السرقة وفي بعضها بعده خيانة وفي بعضها بجزية بالجيم المكسورة وبالزاي والمثناة التحتانية قال ابن بطال من روى بالضم أراد بها الفساد ومن روى بالفتح أراد بها السرقة وقال اختلفنا في تأويل الحديث فحمله أبو شريح لأنه الزبير قبل هؤلاء وهو صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وأما قول عمرو فليس جوابا لأبي شريح لأنه لم يختلف معه في أن من أصاب حدا في غير الحرم صم التجأ إلى الحرم هل يجوز أن يقام عليه في الحرم أم لا وإنما أنكر عليه أبو شريح بعثه الخيل إليها ونصب الحرب عليها فأحسن في استدلاله وحاد عمرو عن الجواب وجاوبه عن غير سؤاله وقال اختلف العلماء في الصحابي إذا روى الحديث هل يكون أولى بتأويله ممن يأتي بعده أم لا فقال طائفة تأويل الصحابي أولى لأنه الراوي للحديث وهو أعلم بمخرجه وسببه وقال آخرون لا يلزم تأويله إذا لم يصب التأويل قال وفيه من الفقه أنه يجب على العالم الإنكار على الأمير إذا غير شيئا من الدين وان لم يسأل عنه الطبي: لما سمع عمر ودلك رده بقوله أنا أعلم يعني صح سماعك وحفظك لكن ما فهمت المعنى المراد من المقاتلة فان ذلك الترخص كان سبب الفتح عنوة وليس بسبب قتل من استحقه خارج الحرم والذي أنا بصدده من القبيل الثاني لا من الأول فكيف تنكر على