ألف دينار وكلها جعلها للصدقة وكان عليه إزار غليظ اشتراه بخمسة دراهم ولم يترك حين توفي إلا ستمائة درهم أعدها ليشتري بها خادما إلى أهله والأحاديث الواردة في الصحاح في فضله كثيرة ولي الخلافة خمس سنين بويع له في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين قال ابن المسبب لما قتل عثمان جاء الصحابة وغيرهم إلى دار علي فقالوا نبايعك فأنت أحق بها فقال أنما ذلك إلى أهل بدر فمن رضوا به فهو الخليفة فلم يبق أحد إلا أتى عليا فلما رأى ذلك خرج إلى المسجد فصعد المنبر فبايعه طلحة ثم بايعه الباقون. قال النووي نقلوا عنه آثارا كثيرة تدل على أنه رضي الله عنه علم السنة والشهر والليلة التي يقتل فيها وأنه لما خرج إلى صلاة الصبح حين خرج صاحت الزواقي أي الديوك في وجهه فطردن عنه فقال دعوهن فأنهن نواثح وقال أهل السير انتدب ثلاثة من الخوارج عبد الرحمان بن ملجم الحميري ورجلان آخران تميمان واجتمعوا بمكة وتعاقدوا ليقتلن عليا ومعاوية وعمرو بن العاص فقال ابن ملجم أنا لعلي وأحدهما أنا لمعاوية والأخر أنا لعمرو وتواعدوا ليلة سبع عشرة من رمضان فتوجه كل واحد إلى المصر الذي فيه صاحبه الذي يريد قتله فضرب ابن ملجم عليا بسيف مسموم في جبهته فأوصله دماغه ليلة الجمعة وتوفي ليلة الأحد التاسع عشر من رمضان سنة أربعين وغسله الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر ولما ضربه قال فزت ورب الكعبة وكتب وصيته فلما فرغ من الوصية قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم لم يتكلم إلا لا اله إلا الله حتى توفي ودفن في السحر وصلى عليه ابنه الحسن وكان عنده فضل من حنوط رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى أن يحنط به توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة على الأصح وكان إذ اللون ربعة أبيض الرأس واللحية كانت لحيته كثة طويلة حسن الوجه كأنه القمر ليلة البدر ضحوك السن ودفن بالكوفة رضي الله عنه. قوله {لا تكذبوا علي} فان قلت هل فرق بين كذب عليه وكذب له أم الحك فيهما. سواء. قلت عنى كذب عليه السلام أم لا. قلت نعم المراد من الكذب عليه الكذب في الأحكام الدينية. فان قلت الكذب من حيث هو معصية فكل كاذب عاص وكل عاص يلج النار لقوله تعالى «ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم» فما فائدة لفظ علي فان الحكم عام في كل من كذب على أحد قلت لا شك أن الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم أشد من الكذب على غيره لكونه مقتضيا شرعا عاما باقيا إلى يوم القيامة فخصص بالذكر لذلك أو الكذب عليه كبيرة وعلى غيره صغيرة والصفائر مكفرة عند الاجتناب عن الكبائر أو المراد من قوله ومن يعص الله الكبيرة. فان قلت الشرط سبب للحزاء فكيف يتصور سببية الكذب للأمر بالولوج نفسه قلت