أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا يُحَدِّثُ فُلَانٌ وَفُلَانٌ. قَالَ أَمَا إِنِّى لَمْ أُفَارِقْهُ وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ «مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ فَلْيَتَبَوَّا مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»
ــ
الكعبة وجعل ما لها بابين وحج بالناس ثماني حجج وبقى في الخلافة إلى أن حصره الحجاج بمكة أول ليلة من ذي الحجة سنة ثنتين وسبعين وحج الحجاج بالناس ولم يزل يحاصره إلى أن أصابته رمية حجر فمات وصلب جثته وحمل ر أسه إلى خراسان رضي الله عنه. قوله {للزبير} بضم الزاي أي لأبيه أي عبيد الله بن العوام بتشديد الواو القرشي أحد العشرة المبشرة وأحد الستة أصحاب الشورى وأحد المهاجرين بالهجرتين وحواري النبي صلى الله عليه وسل وأمه صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم أسلمت وأسلم هو رابع أربعة أو خامس خمسة علي الصديق رضي الله عنه وهو ابن ست عشرة سنة فعذبه عمه بالدخان ليترك الإسلام فلم يفعل وهاجر إلى أرض الحبشة وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمه صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم أسلمت وأسلم هو رابع أربعة أو خامس خمسة على يد الصديق رضي الله عنه وهو ابن ست عشرة سنة فعذبه عمه بالدخان ليترك الإسلام فلم يفعل وهاجر إلى أرض الحبشة وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية وثلاثون حديثا ذكر البخاري تسعة منها وهو أول من سل السيف في سبيل الله وثبت مع النبي صلى الله عليه وسل يوم أحد كان أبيض معتدل اللحم خفيف العارضين ومناقبه كثيرة سيأتي بعضها وترك الزبير يوم الجمل القتال وانصرف عنه فلحقه جماعة من الغواة فقتلوه بوادي السباغ بناحية البصرة ودفن ثمة ثم حول الى البصرة وقبره مشهور بها. قوله {لا أسمك} وفي بعضها إني لا أسمك تحدث ومعناه لا أسمع تحديثك وتحدث قد حدث مفاعيله الثلاث. قوله {أما} مخففة الميم من حروف التنبيه {وإني} بكسر الهمزة {ولم أفارقه} أي لم أفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأراد به عدم المفارقة العرفية أي ما فارقته سفرا ولا حضرا على عادة من يلازم الملوك. فان قلت قد هاجر إلى الحبشة. قلت ذلك قبل ظهور شوكة الإسلام أي ما فارقت عند ظهوره أو أي في أكثر الأحوال. قوله {لكني} وفي بعضها لكني ويجوز في إن وأخواتها إلحاق نون الوقاية بها وعدم الإلحاق. فان قلت شرط لكن أن تتوسط بين كلامين متغايرين فما هما هنا. قلت لازم عدم المفارقة السماع ولازم السماع التحديث عادة ولازم الحديث الذي ذكره في الجواب عدم التحديث فبين اللازمين منافاة فضلا عن المغايرة. فات قلت المناسب لسمعت قال ليوافقا مضيا فما الفائدة في العدول إلى المضارع. قلت استحضار صورة القول للحاضرين والحكاية عنها كأنه يريهم أنه قائل به الآن. قوله {فليتبوأ} بكسر اللام هو الأصل وبالسكون هو المشهور والتبوء اتخاذ المباءة يقال: تبوأ الرجل المكان إذا اتخذه موضعا لمقامه. الجوهري