وكان ذلك أمرا حصل على مقتضى البشرية ثم سكن بعد ذلك أو الحديث كان مؤولا عندها بما فضل عن ضرورات معاش الورثة وإما ما هجرانها فمعناه انقباضها عن لقائه وعدم الانبساط لا الهجران المحرم من ترك السلام ونحوه. قوله) حياة فاطمة لأنهم كانوا يعذرونه عن المبايعة في تلك المدة لاشتغاله بها وتسلية خاطرها من قرب عهد مفارقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فان قلت لم قال عمر لا تدخل عليهم قلت لعله توهم أنهم لا يعظمونه حق التعظيم وإما توهمه مالا يليق بهم فحاشاه وحاشاهم من ذلك، فان قلت لم كرهوا حضور عمر قلت لعلهم عرفوا أن حضوره موجب لكثرة المعاتبة والمقاولة فقصدوا التخفيف في البحث والإسراع في إتمام قصده المصافاة. قوله) ما عسيتهم (بفتح السين وكسرها أي ما رجوتهم أن يفعلوا وما استفهامية وعسى استعمل استعمال الرجاء فلهذا اتصل به ضمير المفعول وفي بعض الروايات وما عساهم، والغرض أنهم لا يفعلون شيئا لا يليق بهم وقال المالكي استعمل عسى استعمال حسب وكان حقه أن يقال عاريا من إن ولكن جيء به لئلا يخرج عسى بالملكية عن مقتضاها ولأنه قد تسد بصلتها مسد مفعوليه فلا يستبعد مجيئها بعد المفعول