للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابْنِ أَبِى حَثْمَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ صَلَّى بِنَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ فِى آخِرِ حَيَاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ فَقَالَ «أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّ رَاسَ مِائَةِ سَنَةٍ

ــ

عند الليث وكان أكبر منه توفي سنة سبع وعشرين ومائة, قوله - ((سالم)) - أي ابن عبدالله بن عمر بن الخطاب مر في باب الحياء من الإيمان, قوله - ((أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة)) - بفتح المهملة وسكون المثلثة واسمه عبدالله بن حذيفة وأبو بكر معروف بكنيته وهو تابعي قرشي عدوى, قوله - ((صلى بنا)) - وفي بعضها صلى لنا, فإن قلت الصلاة لله لا لهم, قلت معناه صلى إماما لنا, و- ((العشاء)) -بكسر العين وبالمد يريد به صلاة العشاء وهي الصلاة التي وقتها بعد غروب الشفق, الجوهري: هو من صلاة المغرب إلى العتمة والعشاءان المغرب والعتمة وزعم قوم أنه من الزوال إلى الفجر والعشاء بالفتح والمد الطعام قوله - ((أرأيتكم)) - بهمزة الاستفهام وفتح الراء والخطاب, فإن قلت الرؤية فيه بمعنى العلم أو بمعنى الإبصار, قلت بمعنى الإبصار و- ((ليلتكم)) -مفعول به وكم حرف لا محل له من الإعراب ولو كان اسما لكان مفعول رأيت فيجب أن يقال أرأيتكم لأن الخطاب لجماعة وإذا كان لجماعة وجب أن يكون بالتاء والميم كما في علمت وكم رعاية مطابقة, فإن قلت فهذا يلزمك أيضا في التاء فإن التاء اسم فيجب أن يكون أرأيتموكم, قلت لما كان الكاف والميم لمجرد الخطاب اختصرت من التاء والميم بالتاء وحدها للعلم بأنه جمع بقول - ((كم)) -والفرق بين حرف الخطاب واسم الخطاب أن الاسم يقع مسندا ومسندا إليه والحرف علامة يستعمل مع استقلال الكلام واستغنائه عنها باعتبار المسند والمسند إليه فوزانها وزان التنوين وياء النسبة وأيضا اسم الخطاب يدل على عين ومعنى الخطاب وحرفه لا يدل الأعلى الثاني, قوله - ((فإن الرأس)) -وفي بعضها على رأس, فإن قلت فما اسم إن قلت فيه ضمير الثمان, النووي: المراد أن كل من كان تلك الليلة على الأرض لا يعيش بعدها أكثر من مائة سنة سواء قل عمره قبل ذلك أم لا وليس فيه نفي عيش أحد بعد تلك الليلة فوق مائة سنة, قال وفيه احتراز عن الملائكة وقد احتج بهذه الأحاديث من شد من المحدثين فقال الخضر عليه السلام ميت والجمهور على حياته ووجوده بين أظهرنا ويؤولون الحديث على أنه كان على البحر لا على الأرض, وقال بعضهم هذا على سبيل الغالب, فإن قلت فما تقول في عيسى, قلت ليس هو على ظهر الأرض بل في السماء وهو من النوادر, فإن قلت فما قولك في إبليس قلت إما أنه ليس على الأرض بل في الهواء أو في النار أو المراد من لفظ من هو الإنس والله أعلم قال ابن بطال: إنما أراد الرسول صلى الله عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>