قول النبي صلى الله عليه وسلم واخبر به الناس فأجاب بأنه احترز عن إثم كتمان العلم. فان قلت هب انه تأثم من الكتمان فكيف لا يأثم من مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التبشير قلت كان ذلك مفيدا بالاتكال فإذا زال القيد زال المقيد علم معاذ إن النهي عن الأخبار لاج لان لا يشدوا عليه ويتركوا العمل والقوم يومئذ كانوا حديثي العهد بالإسلام فلما استقاموا وثبتوا صاروا حريصين على العبادة حيث علموا أن عبادة الله تزيد تقربا إليه أخبرهم بها وعلم أنه صلى الله عليه وسلم لم ينه عن الأخبار نهي تحريم أو يقول روي ذلك بعد ورود الأمر بالتبليغ والوعيد على الكتمان والنهي كان قبل ذلك أو لعل المنع ما كان الأمر العوام لأنه من الأسرار الإلهية التي لا يجوز كشفها إلا للخواص خوفا من إن يسمع ذلك من لا علم له فيتكل عليه ولهذا لم يخبر النبي صلى الله عليه وسلم إلا من امن عليه الاتكال من آهل المعرفة وسلك معاذ أيضا هذا المسلك حيث اخبر به من الخاص من رآه أهلا لذلك ولا يبعد أيضا أن يقال نداء إن الرسول صلى الله عليه وسلم معاذ ثلاث مرات كان المتوقف في إفشاء هذا السر عليه أيضا. فان قلب الحديث متمسك المرجنة والاعتقاد بمقتضاه يستلزم على بساط الشريعة والخروج من الضبط والدخول في الخبط والجسارة على إراقة دماء المسلمين ونهب أموالهم ومد الأيدي إلى النساء الأجنبيات فما وجهه قلت قبل كان ذلك قبل نزول الفرائض فمن شهد ذلك الوقت به فقد أتى بما وجب عليه وقبل الشهادة من صدق القلب إنما هي بأداء حقوقها وقيل المراد أن كل كافر يشهد بذلك ومات قبل أن يتمكن من العمل حرمه الله على النار أو هو لمن قاله عند الندم والتوبة ومات عليه أو نقول بموجبه ونعارضه بالنصوص الواردة في عذاب العصاة قال ابن بطال معناه حرمة الله على الخلود في النار لثبوت قوله عليه الصلاة والسلام) اخرجوا من النار من في قلبه مثقال حبة من إيمان (قال وفيه انه يجب أن يخص بالعلم قوم فيهم الضبط وصحة الفهم ولا يبذل المعنى اللطيف لمن لا يستأهله من الطلبة ومن يخاف عليه لترخص والاتكال لتقصير فهمه وأقول وفيه جواز ركوب اثنين على دابة واحدة وهي منزلة معاذ. وعزته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه تكرار الكلام وفيه جواز الاستفسار من الإمام. فان قلت رحمة الباب لتخصيص القوم وما في الحديث دل على تخصيص شخص واحد وهو معاذ. قلت المقصود جواز التخصيص إما شخص وإما بأكثر وإما أمر اختلاف العبارة فسهل أو ليس مخصوصا بشخص واحد لان أنسا أيضا سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كما دل عليه السياق واقل اسم الجمع اثنان أو معاذ كان امة قانتا لله حنيفا قاله ابن مسعود فقيل له يا أبا عبد الرحمن إن إبراهيم كان امة فقال إنا كنا نشبه