مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبِى قَالَ سَمِعْتُ أَنَساً قَالَ ذُكِرَ لِى أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِمُعَاذٍ «مَنْ لَقِىَ اللَّهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً دَخَلَ الْجَنَّةَ». قَالَ أَلَا
ــ
معاذاً بإبراهيم صلوات ربي وسلامه عليه. قوله) مسدد (بضم الميم وبالسين والدال المشددة المهملتين المفتوحتين. تقدم مرارا. و) معتمر (بضم الميم وسكون المهملة وفتح الفوقانية وكسر الميم وبالراء ابن سليمان بن طرخان بفتح المهملة وسكون الراء وبالخاء المنقطة وبالنون أبو محمد البصري مات سنة سبع وثمانين ومائة بالبصرة كان الناس يقولون يوم موته مات اليوم اعبد الناس وأبوه سليمان أبو المعتمر يقال له التيمي وكان مولى لبني مرة نزل فيهم فلما تكلم بإثبات القدر وأخرجوه فقبله بنو تيم وقدموه فصار إماما لهم قال شعبة ما رايتا حدا اصدق من سليمان كان إذا حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم تغير لونه وقال أيضا شك سليمان يقين وكان من العباد المجتهدين يصلي الليل كله بوضوء عشاء الآخرة وكان هو وابنه معتمر يدوران بالليل في المساجد مرة وفي ذلك أخرى ومناقبه جمة مات بالبصرة سنة ثلاث وأربعين ومائة والرجال كلهم بصريون فان قلت لفظ ذكر يقتضي أن يكون هذا تعليقا من انس ولما لم يكن الذكر له معلوما كان من باب الرواية عن المجهول فهل هو قادح في الحديث. قلت التعليق لا ينافي الصحة إذا كان المتن ثابتا من طريق أخر وكذا الجهالة إذ معلوم إن أنسا لا يروي إلا عن العدل سواء رواه عن الصحابي أو غيره وفي الجملة يحتمل في المتابعات والشواهد مالا يحتمل في الأصول. قوله) لا يشرك به شيئا (أي يوحده فان قلت الإشراك لا يتصور في القيامة وحق الظاهر أن يقال ولم يشرك به أي في الدنيا قلت أحكام الدنيا مستصحبة إلى الآخرة فإذا لم يشرك في الدنيا إلى الآخرة فإذا لم يشرك في الدنيا عند الانتقال إلى الآخرة صدق انه لا يشرك في الآخرة أو لمراد بلقاء الله تعالى لقاء اجل الله أي مات حال كونه موحدا حين الموت. فان قلت التوحيد بدون إثبات الرسالة كيف ينفعه فلا بد من انضمام محمد رسول الله إلى لا اله إلا الله. قلت هو مثل من توضأ صحت صلاته أي عند حصول سائر شرائط الصحة فمعناه من لقي الله موحدا عند الإيمان بسائر ما يجب الإيمان به أو علم رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من الناس من يعتقد أن المشرك أيضا يدخل الجنة فقال ردا لذلك الاعتقاد الفاسد من لقي الله لا يشرك دخل الجنة أي لا غيره. فان قلت هل يدخل الجنة وان لم يعمل عملا صالحا. قلت يدخل الجنة وان لم يعمل إما قبل دخول النار وإما بعده وذلك بمشيئة الله تعالى إن شاء عفا عنه وان شاء عذبه ثم ادخله الجنة، قوله