قوله {مصبح} بإسكان الصاد أي مسافر في الصباح راكبا على ظهر الراحلة راجعا إلى المدينة فأصبحوا راكبين متأهبين للرجوع إليها، قوله {قدر الله} القضاء هو عبارة عن الأمر الكلي الإجمالي الذي حكم الله تعالى به في الأزل، والقدر: عبارة عن جريان ذلك الكلي ومفصلات ذلك المجمل الذي حكم بوقوعهما واحدا بعد واحد في الإنزال قالوا هو المراد بقوله تعالى "وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم" قوله {أو غيرك} جزاؤه أي لو قال غيرك لأدبته وذلك لاعتراضه على مسألة اجتهادية وافقه عليها أكثر الناس من أهل الحل والعقد أولم يعجب منه وإنما العجب من قولك ما أنت عليه من العلم والفضل قوله {عدوتان} بضم المهملة وكسرها طرفان و {الخصبة} بكسر الصاد وسكونها و {الجدبة} بسكون الدال وكسرها يعني الكل بتقدير الله سواء ندخل أو نرجع فرجوعنا أيضا بقدر الله فعمر رضي الله تعالى عنه استعمل الحذر وأثبت القدر معا فعمل بالدليلين الذين كانت تتمسك كل طائفة به من التسليم للقضاء والإحتراز عن الإلقاء في التهلكة و {عبد الرحمن} هو ابن عوف و {لاتقدموا} بفتح الدال أي ليكون أسكن لقلوبكم وأقطع للوسوسة و {لا تخرجوا} أي لئلا تكونوا قد عارضتم القدر وادعيتم الحول والقوة في الخلاص منه