مشتملة على مسئلتين الأولى اتخاذ المساجد في مكان القبور والثانية اتخاذها بين القبور ففي الأولى لا يبقى لصورة القبر أثر وفي الثانية. بخلافها والحديث الثاني شاهد للأولى كما أن الأثر المنقول عن عمر شاهد للثانية. قوله (القبر) منصوب على التحذير يجب حذف عامله وهو اتقِ وفي بعضها بهمزة الاستفهام الإنكاري أي أنصلي عند القبر وهو مفيد للكراهة وعدم الأمر بالإعادة يدل على الجواز. قوله (محمد بن المثنى) بفتح النون المشددة و (يحيى) بن سعيد القطان و (هشام) بن عروة والإسناد بعينه تقدم في باب أحب الدين إلى الله أدومه. قوله (أم حبيبة) بفتح المهملة أم المؤمنين اسمها رملة بفتح الراء على الأصح بنت أبي سفيان بن صخر الأموية هاجرت مع زوجها عبيد الله بن جحش بتقديم الجيم على المهملة إلى الحبشة فتوفي عنها فتزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي هناك سنة ست من الهجرة وكان النجاشي أمهرها من عنده عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعثها إليه وكانت من السابقات إلى الإسلام توفيت سنة أربع وأربعين بالمدينة على الأصح و (أم سلمة) بفتح اللام أم المؤمنين أيضاً واسمها هند على الأصح بنت أمية المخزومي هاجر بها زوجها أبو سلمة إلى الحبشة فلما رجعا إلى المدينة مات زوجها فتزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تقدمت في باب العلم والعظة بالليل. قوله (كنيسة) بفتح الكاف وي معبد النصارى و (رأتاها) بلفظ التثنية وفي بعضها رأينها بلفظ الجمع باعتبار أن أقل الجمع اثنان. قوله (فمات) عطف على كان و (بنوا) هو جواب إذا (وأولئك) بكسر الكاف و (الشرار) جمع الشرير كالخيار جمع الخير. فإن قلت ما وجه تعلق هذا الحديث بالترجمة إذ لا يدل على المسألة الأولى بل إنه يدل على مذمة متخذ القبر مسجداً وهو عكس ما هو المقصود منها ولا على الثانية