للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْفِتْنَةُ الَّتِى تَمُوجُ كَمَا يَمُوجُ الْبَحْرُ. قَالَ لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْهَا بَاسٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَاباً مُغْلَقاً. قَالَ أَيُكْسَرُ أَمْ يُفْتَحُ قَالَ يُكْسَرُ. قَالَ إِذاً لَا يُغْلَقَ أَبَدًا. قُلْنَا أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ الْبَابَ قَالَ نَعَمْ، كَمَا أَنَّ دُونَ الْغَدِ اللَّيْلَةَ، إِنِّى حَدَّثْتُهُ بِحَدِيثٍ لَيْسَ بِالأَغَالِيطِ. فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَ حُذَيْفَةَ، فَأَمَرْنَا مَسْرُوقاً فَسَأَلَهُ فَقَالَ الْبَابُ عُمَرُ.

ــ

قلت ما معنى فتنة الرجل فى كذا. قلت قال ابن بطال: معناه أن يأتى من أجلهم ما لا يحل له من القول والعمل ما لم يبلغ كبيرة. وقال المهلب هو ما يعرض له معهم من شر أو حزن وشبه ذلك. النووى: أصل الفتنة فى كلامهم الابتلاء والامتحان ثم صارت فى العرف لكل أمر كشفه الامتحان عن سوء وفتنة الرجل فى أهله ونحوه ما يحصل من إفراط محبته لهم بحيث يشغله عن كثير من الخير أو تفريطه فيما يلزمه من القيام بحقوقهم وتأديبهم فأنه راع لهم ومسئول عن رعيته وهذه كلها فتن تقتضى المحاسبة ومنها ذنوب يرجى تكفيرها بالحسنات كما قال تعالى ((إن الحسنات يذهبن السيئات)) قوله (تموج) أى تضطرب ويدفع بعضها بعضا وشبه بموج البحر لشدة عظمها وكثرة شيوعها. قوله (مغلقا) المقصود منه أن تلك الفتن لا يخرج منها شىء فى حياتك (وإذن) هو جواب وجزاء أى إن انكسر لا يغلق أبدا , قالوا ذلك لأن المكسور لا يعاد بخلاف المفتوح وأن الكسر لا يكون غالبا إل إكراه وغلبة وخلاف عادة , ولفظ لا يغلق روى مرفوعا ومنصوبا ووجه الرفع أن يقال أنه خبر مبتدا محذوف وتقدير الكلام الباب إذن لا يغلق ووجه النصب ان لا يقدر ذلك فلا يكون ما بعده معتمدا على ما قبله. قال ابن بطال: قال إذن لا يغلق لأن الغلق إنما يكون فى الصحيح وأما المنكسر فهو هتك لا يجبر وكذلك انخرق عليهم بقتل عثمان بعده من الفتن ما لا يغلق إلى يوم القيامة وهى الدعوة التى لم تحب منه صلى الله عليه وسلم فى أمته. قوله (فلنا) هو مقول شقيق و (كماأن) أى كما نعلم أن الغد أبعد منا من الليلة. الجوهرى: يقال هو دون ذاك اى أقرب منه قوله (إنى حدثته) مقول حذيفة و (الأغاليظ) جمع الغلوظة وهى التى يغالظ بها. النووى: معناه حدثته حديثا صدقا محققا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا من اجتهاد راى ونحوه وغرضه أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت كما جاء فى بعض الروايات قال ويحتمل أن يكون حذيفة علم أن عمر يقتل ولكنه كره أن يخاطب عمر بالقتل فأن عمر كان يعلم أنه هو الباب فأتى بعبارة يحصل

<<  <  ج: ص:  >  >>