للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ مَكَّةَ، فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ، وَكَانَتِ الْيَهُودُ قَدْ أَعْجَبَهُمْ إِذْ كَانَ يُصَلِّى قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَأَهْلُ الْكِتَابِ، فَلَمَّا وَلَّى وَجْهَهُ قِبَلَ الْبَيْتِ أَنْكَرُوا ذَلِكَ. قَالَ زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ فِى حَدِيثِهِ هَذَا أَنَّهُ مَاتَ عَلَى الْقِبْلَةِ قَبْلَ

ــ

يحتمل أن يكون المراد من مسجد هو مسجد قباء ومن لفظ هم راكعون أن يكونوا في صلاة الصبح اللهم إلا أن يقال الفاء التعقيبية لا تساعده. قوله: (راكعون) يحتمل أن يراد به حقيقة الركوع وأن يراد به الصلاة من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل. قوله: (أشهد بالله) الجوهري أشهد بكذا أي أحلف به. و (قبل مكة) أي قبل البيت الذي بمكة ولهذا قال فداروا كما هم قبل البيت. قوله: (كماهم) ما موصولة وهم مبتدأ وخبره محذوف. وتحولوا عليه أي داروا مشبهين بالحال الذي كان متقدماً على حال دورانهم أو داروا على الحال الذي هم كانوا عليه ومثل هذه الكاف تسمى بكاف المقارنة أي دورانهم مقارن بحالهم. قوله: (قد أعجبهم) فاعل أعجب هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. و (إذ كان) بدل اشتمال له أو كان إذ فاعل إذ هو ههنا للزمان المطلق أي أعجبهم زمان كان يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس لأنه كان قبلتهم فإعجابهم لموافقة قبلة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلتهم. قوله: (وأهل الكتاب) عطف على اليهود فأما أن يراد به العموم فهو عام عطف على خاص أي جميع أهل الكتاب أو المراد به النصارى فقط خاص عطف على خاص وجعلوا تابعة لأنه لم يكن قبلتهم بل إعجابهم كان بالتبعية لليهود ويحتمل أن تكون الواو بمعنى مع ومعناه كان يصلي نحو بيت المقدس مع أهل الكتاب وهذا هو الأظهر لو صح رواية النصب. قوله: (ولى) أي أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم (وجهه) نحو الكعبة (أنكروا) أي أهل الكتاب. قال تعالى (سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها) قوله: (قال زهير) يحتمل أن البخاري ذكره على سبيل التعليق منه ويحتمل أن يكون داخلاً تحت تحديثه السابق سيما لو جوزنا العطف بتقدير حرف العطف كما هو مذهب النحاة. قوله: (على القبلة) أي المنسوخة التي هي بيت المقدس و (رجال) فاعل مات. قوله: (وقتلوا) أي رجال قبل أن تحول القبلة. فإن قلت قيد المعطوف عليه لا يلزم أن يكون قيداً في المعطوف عند النحاة فمن أيد قيد به بقوله: قبل أن تحول وكذا عند الأصوليين

<<  <  ج: ص:  >  >>