عَنْ سَلَمَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «مَنْ يَقُلْ عَلَىَّ مَا لَمْ أَقُلْ
ــ
ست أو سبع وأربعين ومائة روى له الجماعة. قوله {سلمة} بالمهملة واللام المفتوحتين ابن الأكوع بفتح الهمزة وسكون الكاف وفتح الواو وبالمهملة وهو لغة المعوج الكوع أي طرف الزند الذي يلي الإبهام واسم الأكوع سنان بن عبد الله الأسلي المدني وسلمة يكنى بأبي مسلم أو أبي اياس أو أبي عامر وقيل هو ابن عمر وبن الأكوع شهد بيعة الرضوان وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ثلاث مرات في أول الناس وأوسطهم وأخرهم روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة وسبعون حديثا خرج البخاري منها واحدا وعشرين وكان شجاعا راميا محسنا يسبق الفرس فاضلا خيرا سكن الربذة ويقال انه كلة الذئب قال سلمة رأيت الذئب وقد أخذ ظيبا فطلبته حتى نزعته منه فقال ويحك مالي ولك عمدت إلى رزق رزقنيه الله ليس من مالك فنزعته مني قال قلت يا عباد الله إن هذا لعجب ذئب يتكلم فقال الذئب أعجب منه أن رسول الله صلى الله عليه وسل في أصول النخل يدعوكم إلى عبادة الله وتأبون إلا عبادة الأوثان قال فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسل فأسلمت مات سنة أربع وسبعين بالمدينة وهو ابن ثمانين سنة. قوله {ما لم أقل} أي لم أقله والعائد المفعول يجوز حذفه. فان قلت أهذا مختص بالقول أم يتناول نسبة فعل إليه لم يفعله. قلت اللفظ خاص بالقول لكن لا شك أن الفعل في معناه لاشتراكهما في علة الامتناع وهو الجسارة على الشريعة ومشرعها صلوات الله وسلامه عليه وكلمة من في النار يحتمل أن تكون بيانية وابتدائية. فان قلت اختلاف الروايات في الألفاظ مع المعاني نحو من تعمد على كذبا ومن يقل على ما لم أقل ومن كذب على معتمدا هل يقال أنه متواثر. قلت مثله يسمى بالتواثر من جهة المعنى أي القدر المشترك الحاصل من جميع الألفاظ واعلم أن هذا الحديث إسناده من عوالي الأسانيد لأن الرجال بين البخاري وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة وهذا ثلاثيات البخاري فاعرفه قال محيي السنة الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم أعظم أنواع الكذب الكاذب على الله تعالى وكره قوم من الصحابة والتابعين إكثار الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خوفا من الزيادة والنقصان والغلط فيه حتى إن من التابعين من كان يهاب رفع المرفوع فيوقفه على الصحابة ويقول الكذب عليهم أهون من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال معنى المتبوئ الملزوم ولقد دار بين الزهري وربيعة معاتبة فقال ربيعة للزهري إنما أنا أخبر الناس برأي إن شاءوا تركوا