للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ.

٦ - حَدَّثنا أَبُو اليَمَانِ

ــ

بالباقيات الصالحات وكان في رمضان أكثر موسم الخيرات ولأن الله يتفضل عل عباده في رمضان ما لا يتفضل في غيره فكان يؤثر متابعة سنة الله في عباده ولأنه كان يصادف البشرى من الله بملاقاة أمين الوحي ويتابع إمداد الكرامة عليه فينعم على عباد الله بما أنعم الله عليه ويحسن إليهم كما أحسن الله إليه وفيه امتثال قوله: تعالى في تقديم الصدقة على النجوى إذ جبريل رسول أيضا أو شبيه بذلك ٠فان قلت آية النوى منسوخة قلت الوجوب إذا نسخ بقي الندب وثبت في شرح السنة أنه صلى الله عليه وسلم كان من أجمل الناس وكان من أجود الناس وأشجع الناس. قوله: ((وكان أجود ما يكون)) لفظ أجود بالرفع لأنه اسم كان وخبره محذوف حذفا واجبا إذ هو نحو أخطب ما يكون الأمير قائما ولفظ ما مصدرية أي أجودا كوان الرسول٠و ((في رمضان)) في محل الحال واقع موقع الخبر الذي هو حاصل ٠و ((حين يلقاه)) حال من الضمير الموجود في حاصل المقدر فهو حال عن حال ومثلها يسمى بالحالين المتداخلين ومعناه وكان أجود أكوانه حاصلا في رمضان حال الملاقاة ويحتمل أن يكون في كان ضمير الشأن فيكون المعنى كان الشأن أجود أكوانه حاصلا في رمضان عند الملاقاة وقيل الوقت مقدر كما في مقدم الحاج أي أجود أوقات أكوانه وقت كونه في رمضان وإسناد الجود في أوقاته صلى الله عليه وسلم على سبيل المبالغة كإسناد الصوم إلى النهار في نحو نهاره صائم٠قال النووي الرفع أصح وأشهر ويجوز فيه النصب ٠قوله: ((وكان يلقاه)) يحتمل كون الضمير المرفوع لجبريل والمنصوب للرسول وبالعكس ٠قوله: ((فيدارسه القرآن)) بنصب القرآن لأنه المفعول الثاني للمدارسة إذ الفعل المتعدي إذا نقل إلى باب المفاعلة يصير متعديا إلى اثنين نحو جاذبته الثوب ومعناه أنهما يتناوبان في قراءة القرآن كما هو عادة القراء بأن يقرأ مثلا هذا عشرا وهذا عشرا أو إنهما يشتركان في القراءة يعني يقرآن معا والدرس القراءة على سرعة وقدرة عليه كأنك تجعل الشيء الذي تقرؤه مذللا لأن أصل الدرس الوطء والتذليل وفائدة درس جبريل تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم بتجويد لفظه وتصحيح إخراج الحروف من مخارجها وليكون سنة في حق الأمة كتجويد التلامذة على الشيوخ قراءتهم ٠قوله: ((فلرسول)) بفتح اللام لأنه لام الابتدا زيد على المبتدا للتأكيد ((والمرسلة)) بفتح السين يعني هو أجود منها في عموم النفع

<<  <  ج: ص:  >  >>