عز وجل، قال: قلت: أي الجهاد
أفضل؟ قال: من عقر جواده واهريق دمه، قال: قلت: أي الساعات أفضل، قال:
جوف الليل الآخر ... ".
قلت: وهذا إسناد ضعيف محمد بن ذكوان وهو الطاحي وشهر ضعيفان لكن الحديث ثبت
غالبه من طرق أخرى.
أولا: الفقرة الأخيرة منه أخرجها أحمد (٥ / ١٨٧) من طريق أبي بكر بن عبد
الله عن حبيب بن عبيد عن عمرو بن عبسة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
ورجاله ثقات غير أبي بكر وهو ابن أبي مريم فإنه سيء الحفظ. وأخرج هو (٥ /
١١١ - ١١٣ - ١١٤) وابن ماجه (١٣٦٤) من طريق يزيد بن طلق عن عبد الرحمن
البيلماني، عن عمرو بن عبسة قال: " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت:
يا رسول الله من أسلم؟ قال: حر وعبد. قال: فقلت: وهل من ساعة أقرب إلى
الله تعالى من أخرى؟ قال: جوف الليل الآخر " وقال ابن ماجه " الليل الأوسط "
وهو شاذ.
قلت: وابن البيلماني ضعيف وابن طلق مجهول. لكن لهذه الفقرة طريق أخرى صحيحة
عن عمرو بن عبسة تجد الكلام عليها في " صحيح أبي داود " (١١٩٨) .
ثانيا: فقرة " أي الجهاد أفضل؟ "، فقد أخرج أحمد (٤ / ١١٤) من طريق أبي
قلابة عن عمرو بن عبسة قال: قال رجل يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: أن يسلم
قلبك لله عز وجل وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك قال: فأي الإسلام أفضل؟
قال: الإيمان قال: وما الإيمان؟ قال: تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله
والبعث بعد الموت قال: فأي الإيمان أفضل؟ قال الهجرة قال: فما الهجرة؟ قال
: أن تهجر السوء. قال: فأي الهجرة أفضل؟ قال: الجهاد.
قال: وما الجهاد؟ قال: أن تقاتل الكفار إذا لقيتهم.