قلت: والحاصل أن ذكر أهل البيت في مقابل القرآن في هذا الحديث كذكر سنة
الخلفاء الراشدين مع سنته صلى الله عليه وسلم في قوله: " فعليكم بسنتي وسنة
الخلفاء الراشدين ... ". قال الشيخ القاريء (١ / ١٩٩) : " فإنهم لم يعملوا
إلا بسنتي، فالإضافة إليهم، إما لعملهم بها، أو لاستنباطهم واختيارهم إياها
". إذا عرفت ما تقدم فالحديث شاهد قوي لحديث " الموطأ " بلفظ: " تركت فيكم
أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما، كتاب الله وسنة رسوله ". وهو في " المشكاة
" (١٨٦) . وقد خفي وجه هذا الشاهد على بعض من سود صفحات من إخواننا الناشئين
اليوم في تضعيف حديث الموطأ. والله المستعان.
١٧٦٢ - " الآيات خرزات منظومات في سلك، فإن يقطع السلك يتبع بعضها بعضا ".
أخرجه الحاكم (٤ / ٤٧٣ - ٤٧٤) وأحمد (٢ / ٢١٩) من طريقين عن خالد بن
الحويرث عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فذكره.
قلت: " إسناده ضعيف خالد بن الحويرث ليس بالمشهور، قال ابن معين: " لا أعرفه
" وذكره ابن حبان في الثقات ". لكن للحديث شاهد من رواية أنس بن مالك مرفوعا
به إلا أنه قال: " الأمارات خرزات ... ". أخرجه الحاكم (٤ / ٥٤٦) وقال:
" صحيح على شرط مسلم ". ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.