أهلها. وهو ما صرح به ابن حبان كما
تقدم عن " اللسان ". وبالجملة فإعلال الهيثمي للحديث وتضعيفه إياه، إنما هو
قائم على التسوية بين (الميمونين) ، وهو خطأ لما ذكرنا، وإن أقره عليه
الشيخ الأعظمي في تعليقه على " الكشف " وصاحبنا السلفي في تعليقه على " كبير
الطبراني "! وثمة خطأ آخر في كلام الهيثمي، وإن أقره عليه من ذكرنا، ألا
وهو تسويته بين إسنادي " الكبير " و " الأوسط "، وليس كذلك، فإن إسناده في
الثاني منهما هكذا: حدثنا محمد بن علي بن شعيب حدثنا محمد بن أبي بلال التيمي
حدثنا خلف بن خليفة عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعا باللفظ الذي ذكره
الهيثمي.
قلت: وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات والشواهد، خلف ومن فوقه من رجال
مسلم، ومحمد بن أبي هلال هو الذي حدث عن مالك بن أنس قال ابن معين: ليس به
بأس، كما في " تاريخ بغداد " (٢ / ٩٨) . وأما محمد بن علي بن شعيب، وهو
أبو بكر السمسار، ترجمه الخطيب أيضا (٣ / ٦٦) بروايته عن جمع، وعنه
إسماعيل الخطبي مات سنة (٢٩٠) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. والحديث له
طرق وشواهد كثيرة بمعناه، قد خرجت الكثير الطيب منها في " إرواء الغليل " (
٨٣٠) و " الروض النضير " (١٩٥، ٦٠٣) .
١٥٤٩ - " أما بلغكم أني قد لعنت من وسم البهيمة في وجهها، أو ضربها في وجهها؟! فنهى
عن ذلك ".
أخرجه أبو داود (١ / ٤٠١ - ٤٠٢) : حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن أبي
الزبير عن جابر: " أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه بحمار قد وسم في
وجهه، فقال: " فذكره.