وأما ابن عدي فجعلهما واحدا، فإنه لم يترجم للمزني هذا وساق حديثه الذي عند
النسائي في ترجمة ابن أبي الصهباء، وهو أمر محتمل جدا فقد اشتركا في ثلاثة
أشياء، فكل منهما بصري ويكنى بأبي المنذر ويروي عن ثابت ويعد عادة مثل هذا
الاتفاق، في الراويين المختلفين. والله أعلم.
٦٥٩ - " إنه أعظم للبركة. يعني الطعام الذي ذهب فوره ودخانه ".
أخرجه الدارمي (٢ / ١٠٠) وابن حبان في " صحيحه " (١٣٤٤) والحاكم (٤ /
١١٨) والبيهقي (٧ / ٢٨٠) عن قرة بن عبد الرحمن عن ابن شهاب عن عروة بن
الزبير عن أسماء بنت أبي بكر: " أنها كانت إذا ثردت غطته شيئا حتى يذهب
فوره ودخانه، ثم تقول: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " فذكره
. وقال الحاكم: " صحيح على شرط مسلم في الشواهد ". ووافقه الذهبي، وهو
كما قالا. وقد تابعه عقيل بن خالد عن ابن شهاب به. أخرجه أحمد (٦ / ٣٥٠)
وأبو نعيم في " الحلية " (٨ / ١٧٧) من طريق عبد الله ابن المبارك حدثنا ابن
لهيعة حدثني عقيل به. وقال أبو نعيم: " غريب من حديث ابن المبارك عن ابن
لهيعة ".
قلت: وإسناده صحيح رجاله ثقات، فإن ابن لهيعة صحيح الحديث إذا روى عنه
العبادلة ومنهم ابن المبارك هذا. والحديث قال الهيثمي (٥ / ١٩) : " رواه
أحمد بإسنادين أحدهما منقطع، وفي الآخر ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف،
ورواه الطبراني وفيه قرة بن عبد الرحمن، وثقه ابن حبان وغيره وضعفه ابن معين
وغيره وبقية رجالهما رجال الصحيح ".