وهو الذي جرى عليه المحققون
كابن حجر وغيره، ومنهم المنذري نفسه، فكم من أحاديث للأعمش معنعنة صححها
المنذري فضلا عن غيره، وليس هذا مجال بيان ذلك. على أن زيادة أبي داود تطيح
بذاك الإعلال لأنه صرح فيها بأنه سمعهم يذكرون عن مصعب، فقد سمعه من جمع قد
يكون منهم مالك بن الحارث أولا، وكونهم لم يسموا لا يضر لأنهم جمع تنجبر به
جهالتهم، كما قال السخاوي في غير هذا الحديث. والله أعلم.
١٧٩٥ - " التأني من الله والعجلة من الشيطان ".
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (٣ / ١٠٥٤) والبيهقي في " السنن الكبرى " (١٠
/ ١٠٤) من طريق الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس بن مالك
رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وزاد أبو يعلى:
" وما من أحد أكثر معاذير من الله، وما من شيء أحب إلى الله من الحمد ".
قلت: وهذا إسناد حسن رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعد بن سنان وهو حسن
الحديث كما تقدم غير مرة. وأما قول المنذري (٢ / ٢٥١) : " رواه أبو يعلى
ورجاله رجال الصحيح "، وكذا قال الهيثمي (٨ / ١٩) . فهو من أوهامهما لأن
سعد بن سنان ليس من رجال " الصحيح "، واغتر بهما المناوي فإنه قال - بعد أن
ذكر ذلك عنهم وذكر أن السيوطي عزاه للبيهقي وحده -: " وبه يعرف أن المصنف لم
يصب في إهماله وإيثاره رواية البيهقي ". يعني لأن رواية البيهقي معلولة
ورواية أبي يعلى رجالها رجال الصحيح، فقد قال المناوي في رواية البيهقي:
" قال الذهبي: وسعد ضعفوه. وقال الهيثمي: لم يسمع من أنس ".