قلت: وأبو مسعود مات سنة أربعين، وأبو عامر الأشعري
مات في خلافة عبد الملك ابن مروان، وكانت خلافته سنة ٦٥، وقيل سنة ٧٣، فهو
بإمكانه أن يسمع منه من باب أولى، لأنه تأخر وفاته عن وفاة أبي مسعود بعشرين
سنة أو أكثر. ولذلك ذكر الحافظ في " التقريب " أنه ثقة من الرابعة. مات سنة
عشرين ومائة. وجملة القول: إن الحديث صحيح الإسناد، ورجاله كلهم ثقات،
وهو يلتقي في الجملة مع الأحاديث الكثيرة التي توجب الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر، وهي كثيرة معروفة.
٢٥٦١ - " من لم يغز أو يجهز غازيا أو يخلف غازيا في أهله بخير أصابه الله سبحانه
بقارعة قبل يوم القيامة ".
أخرجه أبو داود (٢٥٠٣) وعنه البيهقي (٩ / ٤٨) والدارمي (٢ / ٢٠٩) وابن
ماجه (٢٧٦٢) وابن أبي عاصم في " الجهاد " (٨٣ / ١) والطبراني في " مسند
الشاميين " (ص ١٧٦) وفي " المعجم الكبير " (٨ / ٢١١ / ٧٧٤٧) وأبو العباس
المقدسي في " فضل الجهاد " (ق ١٢٠ / ٢) من طرق عن الوليد بن مسلم: حدثنا
يحيى ابن الحارث الذماري عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: فذكره. قلت: وهذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى، رجاله ثقات،
على خلاف في القاسم وهو ابن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن صاحب أبي أمامة،
والمتقرر فيه أنه حسن الحديث، والوليد بن مسلم، وإن كان يخشى منه تدليس
التسوية، فالقاسم مشهور الرواية عن أبي أمامة، وكذا الذماري عنه. وفي "
مسند الروياني " (٣٠ / ٢١٧ / ٢) ومن طريقه ابن عساكر في " الأربعين في الحث
على الجهاد " (ص ٨٤) التصريح بالتحديث مكان (عن) في سائر المواضع.