وقال في مكان آخر (١٠ / ٥٨ - ٥٩) : " فبين سبحانه أن يتردد لأن التردد تعارض
إرادتين، فهو سبحانه يحب ما يحب عبده، ويكره ما يكرهه، وهو يكره الموت،
فهو يكرهه كما قال: " وأنا أكره مساءته " وهو سبحانه قد قضى بالموت فهو يريد
أن يموت، فسمى ذلك ترددا. ثم بين أنه لابد من وقوع ذلك ".
١٦٤١ - " إن الله لم يبعث نبيا ولا خليفة إلا وله بطانتان، بطانة تأمره بالمعروف
وتنهاه عن المنكر وبطانة لا تألوه خبالا، ومن يوق بطانة السوء فقد وقي ".
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (٢٥٦) والترمذي في " السنن " (٢ / ٥٨ -
٥٩) و " الشمائل المحمدية " (رقم - ١٣٤) والطحاوي في " مشكل الآثار " (١ /
١٩٥ - ١٩٦) والحاكم في " المستدرك " (٤ / ١٣١) وعنه البيهقي في " شعب
الإيمان " (٢ / ١٧ / ٢) من طرق عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة بن عبد
الرحمن عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي الهيثم: هل
لك خادم؟ قال: لا، قال: فإذا أتانا سبي فأتنا، فأتي النبي صلى الله عليه
وسلم برأسين ليس معهما ثالث، فأتاه أبو الهيثم، قال النبي صلى الله عليه وسلم
: اختر منهما، قال: يا رسول الله اختر لي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" إن المستشار مؤتمن، خذ هذا، فإني رأيته يصلي، واستوص به خيرا ". فقالت
امرأته: ما أنت ببالغ ما قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن تعتقه، قال
: فهو عتيق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم.. " فذكره. والسياق للبخاري،
وسياقه عند الترمذي والحاكم أتم، وقال: " صحيح على شرط الشيخين ".
ووافقه الذهبي. وقال الترمذي: " حديث حسن صحيح غريب ".
قلت: وقوله: " المستشار مؤتمن ".